تهدد العواصف الرملية الهوجاء منطقة شمال ولاية تمنراست التي تضم ثلاث بلديات كبرى وهي عين صالح وفقارة الزوى وإينغر بالاندثار والدفن تحت الرمال، كما تهدد حوالي 50 ألف نسمة أي ثلث سكان الولاية بالهجرة والجوع. * وقد نظمت، نهاية الأسبوع، ولاية تمنراست يوما دراسيا ببلدية عين صالح حول أخطار العواصف الرملية وزحف الكثبان على المناطق الآهلة بالسكان والمتسببة في إزالة قرى كاملة ودفنها تحت الكثبان وتدمير منازل 20 عائلة وعدة منشآت تابعة للقطاع العام والخاص، وقلّصت المساحات الفلاحية المستصلحة وأفقدت منطقة تيديكلت توازنها خاصة وأن ظاهرة زحف الرمال من العرق الشرقي الكبير بسرعة تصل قصوتها من 22 الى 47 متر في الثانية، تهدد بساتين النخيل المغروسة في الناحية الشمالية الشرقية. * وحسب الخبراء والمشاركين في اليوم الدراسي، فإن الطرق التقليدية فشلت في مقاومة هيجان الرياح الرملية مما يدعو إلى تطوير آليات البحث عن حلول بديلة لتغيير اتجاه العواصف التي تستمر أكثر من 116 يوم في السنة بإعادة الاعتبار لغرس أصناف خشبية تشكل مراعي دائمة والتكثيف من مصادات الرياح والحواجز وتطوير نظام السقي واستغلال المياه الجوفية في الفلاحة قصد إعادة الحياة للغطاء النباتي المتصحر. * ويرى المشاركون أن من أسباب فشل التنمية المستدامة المزمن في منطقة تيديكلت شمال تمنراست، ظاهرة زحف الرمال والتسبخ وشيخوخة الواحات وتغيير نمط حياة السكان والمشاريع الفلاحية غير المدروسة التي كبّدت الدولة أموالا باهظة. * وحسب ممثلين عن المجتمع المدني وجمعيات ناشطة في مجال مكافحة الظاهرة بطرق تقليدية، فإن علو الكثبان المرعب يهدد قرى بكاملها بالدفن، خاصة في بلدية فقارة الزوى وتضم المناطق سيلافن، حينون، فقارة العرب وبلدية عين صالح شرقا وتضم اقسطن، حاسي لحجار، الساهلة الشرقية ووسط المدينة وشرقا من منطقة الزاوية الى منطقة الدغامشة، وبلدية إينغر وتشمل كل من منطقة مليانة والزاوية، وينتظر أن يتم تخصيص برامج جادة متطورة لما بين القطاعات لمكافحة الظاهرة ووقف مخاطر إزالة مدن صحراوية بأكملها من الوجود.