تصفيات لا تنتهي علمت "الشروق" من مصادر حسنة الإطلاع بمنطقة تنبكتو شمال المالي أن العقيد لمانة لقي مصرعه رميا بالرصاص مساء الأربعاء المنصرم في حدود الساعة العاشرة ليلا من طرف مجموعة مسلحة مجهولة، لاذت بالفرار. * * حارب الإرهابيين والمهربين وطارد باهنغا نحو ليبيا * ونشير إلى أن التوتر والوضع القائم وعدم الاستقرار بشمال المالي وتنامي جيوب الإرهاب واحتدام الصراع بين "الجماعة السلفية" وبروز بارونات المخدرات والتهريب التي تعبر الساحل الإفريقي كان سببا في تعجيل التخطيط لاستهداف مسؤول الأمن العسكري بالمنطقة، خصوصا وأنه أجبر الإرهاب والمهربين على التراجع والتقليل من نشاطهم وهذا بفعل التعزيزات الأمنية والطوق الأمني الذي ضربه العقيد لمانة بغية تمشيط المنطقة من الإرهاب والتهريب وتشديد الخناق على "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وقطع المدد وكل أنواع المساعدات وإزاحة حركة التمرّد والمعارضة كلية من الساحة وإجبارها على الاستسلام، وطارد زعيمها باهنقا إلى ليبيا تاركا وراءه أفراد جماعته متشردة، كما أقدم وعقد العزم على القضاء ومحاربة الارهاب خصوصا "الجماعة السلفية" الناشطة بشمال المالي بقيادة "مختار بلمختار" و"عبد الحميد أبو زيد" وهذه الظروف المتوترة والصعبة كانت كافية للتعجيل بمقتله والتخلص منه من طرف جماعة مسلحة يرجح أن تكون "الجماعة السلفية" أو جماعة تهريب خارجة عن القانون في حين أن المصادر الأمنية تفيد أن الجماعات الإرهابية هي من تخلصت منه بعد تشديد الخناق عليها وفسح المجال لها لتصول وتجول بالمنطقة. ويشار إلى أن العقيد لمانة يعتبر من أبرز قادة الجيش المالي والمسؤول الأول على الأمن بمنطقة شمال المالي، خاصة بمنطقة تنبكتو وتوداني وقاوا وكيدال وتاساليت وحتى بقرية الخليل الحدودية مع برج باجي مختارب18 كلم فقط، ويعد ذو خبرة كبيرة في التعامل مع الإرهاب والمهربين لكونه، حسب معلومات دقيقة، كان مساندا للإرهاب وأحد أبرز المتعاملين مع بارونات المخدرات سابقا، لينقلب عليهم فيما بعد، كما استطاع أن يخلق جماعة "البرابيش" المكوّنة من مليشيات موالية للنظام، استطاع بها القضاء نهائيا على حركة التمرد وبسط سيطرته، وبمقتله تعود المنطقة إلى نقطة الصفر، مما يرجح تصعيد التوتر من جديد. *