استبيان مثير خلص استبيان في شكل سبر للآراء تفضلت به النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية حول وضعية المرأة الموظفة أنجزته نهاية الاسبوع الماضي، إلى حقائق مثيرة للجدل، خاصة أن هذا الإستبيان مس 234 إمرأة تشتغلن في قطاعات حساسة مثل الصحة والشؤون الإجتماعية والتعليم.. * * * وشمل الإستبيان شرائح مختلفة من النساء من المتزوجات والعازبات واللائي من دون أطفال.. وأهم ما أثير في إجابات النسوة الموظفات هو أن 81.62 بالمائة يحبذن أن يبقين تحت زعامة رجالية في العمل، ولم تقبل بقوامة النساء في العمل إلا 18.37 بالمئة، وهو ما يعني أن عدم تمكن النساء من الولوج نحو بعض المهن والمناصب الحكومية الصعبة يعود إلى المرأة نفسها التي ترفض هاته المناصب، وأكثر من ذلك فهي ترفضها لأختها المرأة... كما أن أزيد عن 74 بالمائة إعترفن بأن العمل يسبب لهن مشاكل عائلية غالبيتها مع الأزواج بسبب توقيت العمل وأيضا إهمال شؤون البيت.. كما اعترفت العينة المستجوبة بتأثير العمل على شؤون تربية الأبناء بنسبة 67.09 بالمائة.. وكان الإعتراف الأخطر أن حوالي 80 بالمائة عجزن عن التوفيق بين العمل والأسرة.. * وهو ما جعل خلاصة الإستبيان تتساءل إن كان العمل هو السبب الرئيسي لحالات الطلاق التي ارتفعت بشكل مذهل في السنوات الأخيرة.. كما أن 76.49 بالمائة يتمنين إنجاز فضاءات خاصة بالنساء داخل أماكن العمل من مطاعم وغرف تغيير الملابس إنفرادية بسبب خصوصية المرأة وخوفها من الوقوع في إحراجات، بينما رأت النسبة المتبقية إنعدام الإحراجات في حالات الإختلاط.. وقالت النساء المستجوبات بنسبة 77.77 بالمئة أنهن تعانين من أمراض مختلفة بسبب العمل مثل التوتر العصبي والبواسير والأمراض الجلدية ومعظمها أمراض نفسية، بعضها بسبب التحرش الجنسي، حيث رأت 80 بالمئة من المستجوبات أن المرأة تتعرض للتحرش الجنسي، وكانت المستجوبات قد استشهدن بحكايات لزميلات تقدمن للعمل أو هن من العاملات معهن.. ورغم ذلك فإن حوالي 80 بالمئة تفضلن أن يدافع عن انشغالاتهن الرجال وليس النساء سواء في عالم النقابات أو المحاماة. * وإذا سايرنا هذا الاستبيان الذي تفضلت به الأمانة الولائية للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية بالتنسيق مع مكتبها بقسنطينة، نرى أننا مقبلون على شريحة عمالية كبرى تؤدي عملها في ظروف مهنية ونفسية معقدة خاصة أن الناجحين في بكالوريا 2008 كن من الإناث بنسبة 64 بالمائة... وهؤلاء هن عاملات المستقبل.