عاش أمس موقعا الشاليهات بحي علي عمران 3 ودرڤانة ببلدية برج الكيفان حالة استنفار قصوى جراء إقدام السلطات المحلية على إخلاء الشاليهات من قبل بعض النازلين فيها منذ زلزال 21 ماي 2003. * * ورفض ما يزيد عن 14 عائلة مبارحة الشاليهات وفضّلوا الموت بداخلها على أن يفعلوا ذلك لأنه بكل بساطة لا مأوى لهم غير جدران تلك البيوت الجاهزة التي أثّرت عليها حرارة الشمس وأمطار الشتاء وحوّلتها إلى شبه أكواخ ومع ذلك فضّلها أصحابها على الشارع، حيث قام شباب موقع علي عمران بمحاصرة الشاليهات أمام شاحنات البلدية المسخّرة لترحيل العائلات إلى مكان "مجهول" وتصدوا لهؤلاء بالسواطير والعجلات المطاطية التي قرروا إشعالها بمجرد قدوم القوات العمومية لإخراجهم من هناك بالقوة كون أغلبهم يمتلكون قرارات استفادة من الشاليهات ففي وقت كانوا ينتظرون الإستفادة من سكنات جاهزة نزل عليهم خبر الإخلاء من الشالي كالصاعقة. * عائلة "قارون" واحدة من ضحايا المأساة الوطنية وجدت نفسها مرة أخرى ضحية هذه العملية، حيث بكت السيدة صليحة (أرملة وأم ل5 أبناء) بشدة ولم تنفع معها صيحات أبنائها شفقة المسؤولين المحليين الذين تنقلوا للموقع أمس وظلت تصرخ "إلى أين سأذهب لقد انهارت بيوتنا خلال الزلزال ولا مكان لنا غير الشارع، حُرمنا من إرث العائلة والآن سُلبت كل حقوقنا، من يرأف بنا لوجه الله، أين هي وعود رئيس الجمهورية للتكفّل بضحايا المأساة الوطنية؟ قبل أن يقاطعها ابنها وهو يصرخ بأعلى صوته قائلا "لو طردنا من هنا فإن خيارين اثنين هما حليفينا فإما "الحرڤة"، وإما حمل السلاح ضدّ الوطن" * ولتوضيح الصورة حاولنا، الاستفسار لدى السلطات المحلية إلا أن هاتف بلدية برج الكيفان كان يرّن بدون ردّ وهو حال أحد المسؤولين بالدائرة الإدارية للدار البيضاء.