رفضت مؤخرا الحكومة الجزائر مشروع استغلال جزء من منتوج التمور ببلادنا لتحويله إلى وقود مثلما هو معمول به في بعض دول امريكا اللاتينية على غرار البرازيل في تحويل البعض من منتوجها الفلاحي مثل السكر والذرى والصويا وغيرها، كوقود بديل وصحي ليس له أية أضرار على البيئة. * * وشبه الرفض يعود إلى كون المستثمر الجزائري الذي درس بالخارج وزرا عدة بلدان أجنبية حاول جلب هذه التجربة وتطبيقها في الجزائر، غير أن المشكلة حسب التقنيين والفلاحين الذين استطعلنا رأيهم حول هذه المسالة، هي أن المستثمر المذكور مغطى في حسابه على عدة أصعدة، ورفض الحكومة مبرر جدا، فالجزائر التي تنتج ما بين 450إلى 490 الف طن من التمور سنويا، أي 8 ٪ من المنتوج العالمي، نصف هذه الكمية التي لا تذهب للاستهلاك البشري، صحيح، لكنها توجه إلى المواشي كعلف بديل عن الشعير المستورد من الخارج وذلك في مناطق الجنوب وبالتالي فالكمية التي يتحدث عنها المستثمر لا يمكن توجيهها لصناعة الوقود على اعتبار أنها لا ترمى ويتخلص منها حسب ما يعتقد في الخلاء، ومعلوم على أن البلدان التي تستغل جزءا من نباتاتها ومنتوجاتها الفلاحية كوقود تعاني من شح الطاقة بأراضيها عكس ما هو حاصل بالجزائر، ضف إلى ذلك أن التمر الذي اقترح صاجبنا المستثمر استغلاله كوقود هو ما يطلق عليه اسم "الكنتوش" يعد مادة غذائية ذات فوائد صحية جمة، حيث تحتوي على فيتامينات عديدة مثل ب2، ب3، ب4، ب5، فضلا عن المغنيزيوم، كما يوجد دواء يصنع من التمر وانقذ عددا كبيرا من البحارة الأوروبيين في القرن الثامن عشر يطلق عليه مصطلح الديافونيكس LE DIAPHOEMIX وثمة أنواع أخري من التمر صحيح غير صالحة للإستهلاك البشري الذي تصلح له بضعة أنواع فقط من بين 300 نوع موجود، غير أنها مثلما قلنا توجه للإستهلاك الحيواني وتربية المواشي مما يجعلها ضرورية.
