الفنانة وفاء الحكيم/تصوير: عبد الحفيظ.ب دعت النجمة المصرية وفاء الحكيم الفنانين والمثقفين الأفارقة إلى ضرورة توحيد أصواتهم للخروج من العتمة ودائرة الصراعات والحروب التي تطبع يوميات المواطن الإفريقي، وأن "نهتم بالفن والمسرح حتى نعيش في سلام". * * وقالت "وفاء الحكيم" في حوار مع "الشروق" إنها ستفتتح العرض الشرفي الأول لعملها المسرحي الجديد المعنوان ب "عنترة" مباشرة بعد عودتها من الجزائر، وهو العمل الذي سيعرض على مسارح مصر شهر رمضان المعظم. * * * تحضرين اليوم جانبا من فعاليات المهرجان الدولي للمسرح المحترف في طبعته الأولى، كيف تقرئين مثل هذه التظاهرات؟ * أنا كثيرة الزيارة لبلدي الثاني الجزائر، فقد كنت منذ أيام عضو في لجنة تحكيم المهرجان الدولي لمسرح الهواة بمستغانم، وأنا جد سعيدة بميلاد مهرجان الجزائر الدولي للمسرح. * * * ما هي الصورة التي تصلكم في المشرق العربي عن المسرح الجزائري؟ * المسرح الجزائري مسرح متقدم وفعال وقريب جدا من الجمهور ومشاكله، كما أن اختيار القوالب المسرحية يتم بطريقة جد واعية، وهو مسرح نابض يعبر عن بلده أيما تعبير، ولعل هذا من بين أهم مميزات المسرح الجزائري، وقد انبهرت كثيرا أثناء تواجدي كعضو لجنة تحكيم منذ عشرة أيام في مهرجان المسرح الدولي للهواة بمستغانم، فبالرغم من أن العروض كانت للهواة، إلا أنها كانت جد متقدمة، تحس أنها تحمل روح، ما جعل للحضور الجزائري سيمة خاصة على مستوى جميع المحافل العربية والدولية، لذلك كنا حائرين ونحن نقدم الجوائز، ويعود الفضل في ذلك إلى رموز المسرح الجزائري، أمثال دليلة حليلو و فوزية آيت الحاج وعبد القادر علولة ومجموعة كبيرة من الفنانين. كما أن الحضور القوي للعروض الجزائرية في مهرجان المسرح التجريبي يعكس دورا مهما جدا للمسرح الجزائري ويعكس اهتمام الجمهور المصري والجمهور العربي بشكل عام بتطور هذا المسرح. * * * هل تعتقدين أننا نحن الأفارقة قد أعطينا الثقافة الإفريقية حقها؟ * أعتقد بأننا ظالمين أنفسنا ربما لأن القارة الإفريقية واقعة في كمية مشاكل وحروب داخلية وصراعات، طبعا الإجمال هنا غير صحيح، إنما أنا أتكلم عن بلاد كبيرة في القارة الإفريقية، فهل تعتقدين أنه يمكن أن يكون للمسرح والفن مكانا وسط بيئة معتمة وبشر يموتون بين الفينة والأخرى وسلاح متواجد في كل مكان، بالتأكيد لا، لأن المسرح ميلاده الحقيقي في وطن سالم وآمن، وهذه هي دعوتنا من خلال مسرحنا أن القارة الإفريقية تهدأ ونفض هذه الصراعات وأن نهتم بثرواتها وبأوطانها، وهنا أتساءل أين هو موقع إفريقيا؟، إفريقيا التي تهز العالم كله بثرواتها وتطعم كل القارات، ها هي اليوم تغرق في عالم المخدرات والقتل بسبب مرتزقة يعطون صورة سيئة للقارة، لذا يجب أن تنتبه إفريقيا بأن لها دور ريادي حتى يعيش المواطن الإفريقي يومه ويأكل ويشرب ويتذوق المسرح والفن. * * * وكيف تجدين فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر؟ * حقيقة الجزائر مشكورة على مجهوداتها المتواصلة في لم شمل القارة الإفريقية، فبهذا العرس جعلتنا نخرج من أحزاننا بطبولنا ونخرج من حروبنا بألواننا ومن فقرنا بإيماننا الفني، كما أن حضور الجزائر في القارة الإفريقية حضورا متكاملا، السياسة تلعب دورها، الثقافة والفن وانفتاح الجزائر على القارة الإفريقية سياحيا، هذا مهم جدا في توطيد العلاقات بين الدول الإفريقية. * * * وما هي أعمالك الجديدة؟ * انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل درامي يحمل عنوان "الخيول تنام" يعرض حاليا على قناة نيل دراما، وفي السينما فيلم "فيولينا" وهو روائي قصير حصد أكثر من خمس جوائز في البحرين، وبعد عودتي من الجزائر سأقوم بافتتاح مسرحية "عنترة" من تأليف يسري الجندي وإخراج حسن سعد، وهو العمل الذي سيقف على مسارح مصر شهر رمضان المعظم، كما أتمنى أن أزور به الجزائر وأن يسع قلوب الجزائريين.