المخرج بوقرموح لدي الكثير من المشاريع لكن صحتي لم تعد تسمح لي بممارسة السينما لم تمنعه ظروفه الصحية من التنقل من بجاية إلى تيزي وزو للقاء محبيه وتلاميذه في السينما ورفقاء الدرب، ما زال يحمل في نفسه نبض الطفل المحب للفن السابع، في جعبته عديد المشاريع والأحلام التي لم تعد الظروف الصحية تسمح بتجسيدها.. هو مخرج أول فيلم باللغة الأمازيغية "الربوة المنسية". * * في وقت لم يكن مسموحا ولا سهلا أن يتحدث أحد عن الثقافة الأمازيغية، فضلا عن أن يتحوّل الكلام إلى صور سينمائية تؤرخ وتتحدث عن بعد، طالما غُيّب في الثقافة الجزائرية لأسباب سياسية وأخرى إيديولوجية، ورغم تعبه وإرهاقه لم يمانع في منحنا بعض اللحظات من وقت ما زال بوقرموح يتنفس فيه السينما. * * * أنت أول من أخرج فيلم أمازيغي واليوم تكرم من طرف مهرجان الفيلم الأمازيغي..ماذا يعني لك ذلك؟ * *** فرصة جميلة جدا، حتى نلتقي ونرى أنفسنا في عيون الآخرين ونلتقي أناس لم نلقاهم منذ زمن، وهي أيضا فرصة للشباب الباحث اليوم عن معالمه حتى يلتقي بمن صنعوا أمس صورة الجزائر السينمائية، ونحتاج جميعنا إلى مثل هذه الفضاءات التي لم تكن متاحة من قبل للحديث عن الثقافة "الأمازيغية" التي ندافع عنها كلنا كبعد أساسي في هويتنا. * * *"الربوة المنسية" ماذا يعني لك اليوم؟ * كان مشروعا وحلما حققته في وقت صعب جدا، فلم يكن سهلا في تلك الفترة إنجاز فيلم مثل"الربوة المنسية"، الذي فتح الطريق أمام الجهور المتعطش لرؤية نفسه وثقافته على الشاشة، ولكنني اليوم، أفضل أن لا أتحدث عن المسار الذي أعطي للعمل فيما بعد. * * * كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن مشاكل السينما الجزائرية.. ما هي نصيحتك لشباب اليوم؟ * السينما مثل الأدب والمطالعة إذا كانت نصيحتنا لمحبي الأدب "القراءة ثم القراءة"، فنفس الشيء بالنسبة للسينما "المشاهدة ثم المشاهدة"، مشاهدة أكبر قدر ممكن من الأفلام، أن يذهبوا لقاعات العرض، وأن يختاروا أفلامهم بعناية، أن لا يركزوا مثلا على الأفلام البوليسية فقط، وأخيرا أن يختاروا الأفلام التي تحمل مضامين جمالية وهادفة ورؤية ناضجة. * * * لو كان في مقدورك أن تعود للسينما، ما الذي ستقدمه من مشاريع؟ * صحيا، لم أعد قادرا على ممارسة السينما، لكن بحوزتي سيناريوهات وقصص أفلام، مستعد أن أعطيها، إذا كان هناك من يطلبها، ولو كان بمقدوري أن أمارس السينما، لاخترت أن أبدأ بالوجوه الثقافية للجزائر أمثال الطاووس عمروش.. * * * وكان لك أيضا مشروع حول فاطمة نسومر؟ * بالنسبة لفاطمة نسومر، الأمر يختلف لأن الفيلم سيكون تاريخي، وهو عمل ضخم يحتاج لدعم مادي وأموال كثيرة وتقنيات عالية، ونحن اليوم غير قادرين على إنتاج مثل هذا العمل الذي ينبغي أن يكون في مستوى هذا الرمز التاريخي، ونحن إلى اليوم أيضا لا نستطيع أن ننتج مثل هذا العمل، وإذا كنا سننتج فيلما على الطريقة السورية أو الليبية، فهذا حتما لن يكون في مستوى فاطمة نسومر كرمز وكتاريخ. * * * غير السينما ماذا يفعل بوقرموح اليوم؟ * أنهيت كتابة رواية هي حاليا جاهزة وموجودة لدى أحد الناشرين ولست أدري متى تصدر"أنزار" أو"نداء الدم"، التي أروي فيها حياة ابن القرن الذي عشته عبر أقدار مختلفة وناس مختلفين، وفيها أروي أيضا قصة حبي للسينما والطريق الذي اخترته.