الحدود الجزائرية المغربية يؤكد التمرين الذي قام به أمس حرس الحدود بولاية النعامة وأشرف عليه اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني عن تنسيق شبكات تهريب المخدرات مع الجماعات الإرهابية التي تنشط على الحدود الغربية وتقوم بالتغطية الأمنية لعصابات التهريب، كما تكشف تطوير شبكات تهريب المخدرات لوسائل نشاطها المنظم وحيازتها على أسلحة نارية متطورة. * وتوزع التمرين التكتيكي على استراتيجية ثلاثية الأبعاد تتمثل في تعزيز قدرات حرس الحدود في مواجهة المهربين والإرهابيين، وتأكيد التنسيق مع أجهزة الأمن الأخرى والهيئات المعنية وعرض الوسائل التي تدعمت بها مصالح الدرك الوطني لتحقيق مكافحة فعالة للجريمة. * وتراهن قيادة الدرك على تأمين الحدود التي تدعمت في السنتين الأخيرتين بوسائل متطورة لمواجهة فعالة للتهريب بأشكاله ومواكبة تطور الإجرام عبر الحدود. * وفي هذا الإطار، أشرف صباح أمس اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني على تمرين يتعلق بطريقة مواجهة مهربين وإرهابيين قام بها حرس الحدود بالمكان المسمى "الخرشفية" بمكمن بن عمار التابع لإقليم بلدية القصدير بولاية النعامة وتم دعم مجموعة التدخل بسرية حرس الحدود بالعريشة مع تجنيد جميع الفرق الإقليمية والوحدات الخاصة من فصيلة الأبحاث وخلية الشرطة التقنية التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية النعامة إضافة إلى التغطية الجوية بمروحيات تابعة لقيادة الدرك الوطني، وقال العقيد مناد، قائد القيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران في تدخله أن هذا التمرين يهدف إلى "الوقوف على مدى جاهزية أفراد حرس الحدود في الحفاظ على وحدة وأمن التراب الوطني من خلال التحضير القتالي والعملياتي لوحدات السلاح". * وعلمت "الشروق اليومي" أنه تم إنشاء 150 مركز حدودي متقدم تم نشرهم على طول الشريط الحدودي الغربي لضمان تغطية واسعة، كما يجري التنسيق مع وزارة الأشغال العمومية في إطار برنامج وطني لفتح المسالك لتسهيل تحركات وتنقل دوريات حرس الحدود، خاصة عند ملاحقة المهربين. * التمرين انطلق في حدود الساعة العاشرة صباحا تحت إشراف اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني بحضور إطارات من الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي والجمارك، وتم اختيار موضوع التمرين على خلفية "تحليل الوضع الراهن والتهديدات القائمة على الحدود". * وتم تحديد أهداف التمرين أيضا في إعداد الأفراد لتغير الوضع في الميدان، وتنطلق العملية بعد ورود معلومات إلى مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني بالنعامة حول وجود شبكة مهربين بحوزتهم أسلحة نارية ويقارب عددهم 10 أفراد يتحركون على متن 4 سيارات من نوع ستايشن تسللوا من التراب المغربي عبر الحدود باتجاه الجزائر بحوزتهم كمية كبيرة من الكيف المعالج، حيث تم وضع مخطط أمني وتم حصار والقضاء على المهربين بعد عملية تبادل النار. * وكانت قيادة الدرك الوطني قد رخصت عام 2003 لأفرادها بإطلاق النار على المهربين في حال رفضهم التوقف والاستجابة للطلقات التحذيرية وحجز المخدرات ومجموعة أخرى التسلل إلى التراب الوطني لتهريب كمية هامة من المخدرات، لكن سرية كانت بصدد ملاحقة المهربين تسقط في كمين إرهابي، والواقع أن الجماعة الإرهابية كانت تضمن التغطية الأمنية للمهربين، وتسمح التغطية الجوية بضبط مكان تواجد الإرهابيين الذين تمكنوا من الفرار، ليتم القضاء عليهم بعد حصارهم واستخدام كل الوسائل النارية واسترجاع أسلحتهم، وتعكس هذه العملية التنسيق بين شبكات تهريب المخدرات والجماعات الإرهابية. * ولدعم التحقيقات بطريقة علمية استنادا إلى أدلة دقيقة، تقوم مصالح الشرطة التقنية خلال التحقيق باستعمال تقنيات "أفيس" و"إيبيس" لتحديد هوية الإرهابيين والمهربين الموقوفين للتأكد من أشخاص قد يكونون محل بحث من طرف أجهزة الأمن والعدالة أو سجل تورطهم في عمليات سابقة استنادا على بنك معلومات تتوفر عليه قيادة الدرك الوطني وأيضا هوية الأسلحة النارية المحجوزة التي قد يكون قد تم سلبها من أفراد الأمن بعد اغتيالهم أو نفذت بها اعتداءات إرهابية وإجرامية. * واختتم التمرين بعرض قدمه "نينجا" الدرك الوطني من أفراد حرس الحدود الذين يتابعون تكوينا في مركز حرس الحدود بالعريشة والتحقوا به منذ شهرين فقط، وقدموا عروضا جميلة في الحماية والتصدي والمواجهة، وذلك للوقوف على مستوى التكوين الذي تراهن عليه قيادة الدرك في مواجهة الجريمة بأشكالها.