شهدت التجمع الجزائر الدولي الذي احتضنه الملعب الملحق ل5 جويلية فشلا ذريعا بسبب غياب أبرز العناصر المحلية والدولية، عكس ما كان منتظرا وسط دهشة كبيرة للجمهور الغفير الذي تنقل لمتابعة فرجة أم الرياضات. * * وقاطع رياضيو مولودية الجزائر والذين يشكلون عماد النخبة الوطنية التجمع، حيث شهدت المنافسة غياب الجزائر في الكثير من الاختصاصات، بينما تم تعويض هذه الغيابات بعناصر بديلة من فرق أخرى أو من صنف الأواسط بدت بعيدة كل البعد عن المستوى العالمي. * ورغم المكانة الجيدة التي يحظى بها تجمع الجزائر، إلا أن ذلك لم يمنع عدائي مولودية الجزائر إلى مقاطعة المسابقة استجابة لقرار فوقي من مسؤولي الفريق الذين نفذوا تهديداتهم وتسببوا في فشل ذريع للمسابقة. * وبدت المصلحة الشخصية اكبر من أي اعتبار، خاصة وان فريق المولودية أصر على عدم المشاركة حتى بأضعف رياضييه ومنع عدائيه الدوليين من المشاركة، على خلفية صراع بين مسؤولي هذا الفريق ومدير التجمع احمد ماهور باشا، بالإضافة إلى خلافهم مع أفراد آخرين في الاتحادية. * وغاب عن التجمع أبرز الرياضيين أمثال زرق العين وبوكنزة وبولحفان في اختصاص 1500م، وبن هدية وعبد الرحمان حماد في القفز العالي. * * صراع أبدي يدفع القوى الجزائرية الى الجحيم * * ولا يبدو الصراع وليد اليوم، بل تجسد أكثر في الآونة الأخيرة، ما ينذر بنكسة أخرى تنتظر أم الرياضات الجزائرية في الألعاب الأولمبية المقبلة، بعد الإخفاقات الأخيرة بداية من الألعاب الإفريقية التي جرت بالجزائر، والألعاب العربية بمصر، وصولا إلى البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت بإثيوبيا. * وظهر الصراع الى العلن على خلفية تصريح رئيس التجمع الدولي احمد ماهور باشا على أمواج الإذاعة بأن فريق المولودية يتحمل جزءا من مسؤولية الإخفاقات الأخيرة التي تتعرض لها النخبة الوطنية، بسبب غياب التكوين وخطفه للعناصر البارزة في باقي الفريق الأخرى ما تسبب في إفراغها من مواهبها وإبعادها عن جو المنافسة. * وجاء هذا التصريح كطلقة رصاصة لبداية الحرب بين الطرفين، حيث كشف محمد جواد رئيس مولودية الجزائر انه يرفض مثل هذه الإساءة التي تمس فريقه، حيث طالبه بتقديم الاعتذار او مقاطعة التجمع الدولي، وكان البعض يعتقد ان ذلك مجرد تهديد قبل ان يجسد على ارض الواقع. * وكان لهذا القرار تأثير كبير على مستوى التجمع بالاضافة الى غياب الرياضيين المغاربة بسبب المقاطعة "السياسية" للتجمع وهي احدى محاولة افشال هذا المكسب الجزائري. * * مستوى ضعيف وفشل في التنظيم * * وبالعودة الى النتائج الفنية شهد التجمع مستوى فني متواضع جدا، وذلك بسبب غياب ابرز العناصر التي كان من المتوقع مشاركتها، في صورة رياضية القفز الثلاثي السودانية والكوبية الأصل ايميل الداما، وهو ما شهد هذه المسابقة ان تعرف مستوى متواضع جدا وتكررت فيه مشاهد السخرية كثيرا، اذ عادة ما كانت الرياضيات لا يصلن الى الأرضية الترابية بسبب ضعف القفزة. * وفي سباق 1500م الذي كان ينتظر منه الكثير، وصنف كأفضل السباقات في التجمع، كان لغياب عناصر المولودية والنخبة الوطنية تاثير كبير، حيث شهد تفوق العداء البرازيلي ليوندرو بيراتس بتوقيت 3د 41 ثا 07 ج متفوقا بفارق الأجزاء عن بطل العالم الجامعي، سمير خضار، والسوداني عصمان يحي. * وفي مسابقة القفز العالي التي انتظر منها الكثير كان لغياب بن هدية وعبد الرحمان حماد الأثر البارز في غياب المنافسة، مع ذلك فقد تمكن البولوني غريزيغروز من تحقيق المفاجأة وبلوغ 2,27 متفوقا على صاحب أحسن نتيجة عالمية في هذا الموسم (2,34م) البوتسواني كابيلو غسيمونغ الذي لم يتعد المترين و24 سنتيما. * وفي رياضة القفز الطويل، بسط الأجانب سيطرتهم رغم المستوى المتواضع، حيث شهد فوز الألماني ستولز دون أن يتعدى حاجز 8 أمتار، متفوقا على الايطالي نيكولاس والكويتي الحداد، وجاء الجزائري فؤاد زروقي في المركز الأخير بقفزة متواضعة جدا (6,34 م). * وفي باقي المسابقات التقنية ظفر الايطالي لينقوا بالمركز الأول برمية ناهزت 78م، فيما جاء الجزائري حوام في المركز السابع برمية قاربت 60م، وهو ما يؤكد الفارق في المستوى، مع العلم ان الفائز بالمسابقة بدوره بعيد جدا عن المستوى العالمي. * وشهدت مسابقة القفز بالزانة لدى السيدات مشاركة رياضيتين فقط، الأولى من البورندي وأخرى جزائرية. * وفي مسابقة 1500م سيدات تفوقت الرومانية ليليانا باربيليشكو على الكينية نانسي لونقاتن والجزائرية نهيضة توهامي التي حلت ثالثة. * في باقي المنافسات كان المستوى متواضعا جدا، بينما تم الغاء سباقات اخرى بسبب الغيابات. * * أصداء من التجمع * - من طرائف وغرائب التجمع ونظرا لتواضع مستوى رياضيات القفز الثلاثي سقطت اغلب المشاركات قبل الوصول إلى الأرضية الترابية، ما كاد أن يسبب لهن إصابات خطيرة وهو الأمر الذي يؤكد حقا المستوى المتواضع للمشاركات. * - قالت العداءة باية رحولي للشروق أن مستوى المنافسة يرقى للصعيد العربي فقط، وكشفت بأنها تحضر بجد للعودة إلى المنافسة بقوة وتشريف الألوان الوطنية في الألعاب الأولمبية ببكين بعد أن غابت عن الساحة الرياضية لعامين بسبب عملية جراحية. * - حضر التجمع كل من رئيس اللجنة الأولمبية بيراف، وجعفر يفصح، ورئيس اتحادية الرياضات العسكرية مقداد والوزيران جيار وخالدي. * - شهدت عدة اختصاصات غياب الجزائر، اما بسبب مقاطعة عناصر المولودية او لغيابهم في هذه الاختصاصات وهو ما جعل البعض يعلق على ان التجمع اجنبي. * - احدث الإيرانيون ضجة كبيرة من خلال تشجيعهم لرياضييهم، حيث حضروا بكثافة. * - قام الايطالي لينغوا الفائز بالمركز اأول في رمي المطرقة بلقطة بهلوانية بعد تسلمه للميدالية، حيث قفز من المنصة على طريقة رياضيي الجمباز. * - من الأخطاء المرتكبة من طرف المنظمين، هو تصنيف الجزائري منذر بن يمينة ثالثا في سباق 400 م رغم انه حل اخيرا في السباق. * - في سباق 400 م حواجز سيطرت الأمريكية ميكا تومبسون الى غاية الأمتار الأخيرة، وبينما كان معلق الملعب يشيد بإمكاناتها سقطت في الحاجز الأخير قبل خط النهاية. * - تأهل الشقيقان طويل من فريق الوادي لبطولة العالم للاواسط في بولونيا بعد حلولهما في المركزين الأولين في سباق 1500م الصنف الثاني، الفرحة كانت كبيرة خاصة بلقائهما للوزير خالدي ابن منطقتهم الذي اشاد كثيرا بإمكاناتهما وابدى دعمه لهما. - لم يتمكن سعيدي سياف من تحقيق الحد الأدنى للمشاركة في الالعاب الاولمبية ببكين رغم حلوله في المركز الأول، في اول سباق له بعد غياب طويل، ورغم ذلك فإن العداء يملك فرصا في التجمعات المقبلة لتحقيق هدفه.