"قالوا سنستقبل اللاعبين بالورود فاستبدلوها بالحجارة .. عفوا يا مصر دماءنا غالية جروح لموشية وصايفي وحليش هي دماء كل الجزائريين.. لن نقبل الإهانة، سنرد ولكن على أرضية الميدان، وفي عقر داركم وأمام جمهوركم.." * عبارات كثيرة رددها الشارع الجزائري على مسامعنا، أجواء من الحيرة والترقب، ميزت أمسية يوم الخميس، تدافع على مقاهي الأنترنت، موقع اليوتوب يسجل أعلى نسب مشاهدة، وهواتف الجزائريين تشهد استنفارا لإستقبال صور الإعتداء على فريقنا الوطني. * شهدت مقاهي الأنترنت ليلة الخميس تدافعا منقطع النظير على آلاف الجزائريين ممن رغبوا في مشاهدة صور اليوتوب التي استعانت بها كبريات القنوات الفضائية لبثها مباشرة عبر نشراتها الإخبارية، غضب الشارع الجزائري على اعتداء بعض المتعصبين المصريين على الفريق الوطني ترجمه الشارع في لوحات مختلفة علّ أبرزها خروج المئات من المناصرين بعد الإعتداء مطلقين العنان لمنبهات السيارات، ورافعين الرايات الوطنية، في ملحمة مساندة الفريق الوطني، وظلت سيارات المناصرين الجزائريين تجوب شوارع العاصمة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل وكأن الأمر يتعلق بفوز المنتخب الوطني، بل أن الكثير من الساحات العمومية في الشوارع رفعت من منبهات أجهزة إذاعة أغاني المنتخب الوطني، كما ظلت الكثير من الأسواق الشعبية على غرار ساحة الشهداء التي لم يغف للباعة فيها جفن وهم يبيعون الرايات والأعلام الوطنية، التي أصبحت في كل مكان وعلى حد قول أحد المناصرين "قمنا بطلاء جدران المؤسسات والعمارات بألوان العلم الوطني وإذا فزنا على مصر لن نترك لا حجرا ولا شجرا سيصبح كل شيء محيط بنا باللون الأحمر والأخضر والأبيض.. إن شاء الله يار ربي كاليفي". * وتحدث أحد الجزائريين بأسى عن قضية الإعتداء قائلا: "لقد استقبلنا فريقهم أحسن استقبال لحظة وصولهم إلى الجزائر بل إن اللاعب المصري أبو تريكة، تفاجأ من توافد المناصرين الجزائريين من حوله..نحن رياضيون أكثر منهم وإذا كانوا يريدون العنف فالعالم بأسره يعرف كيف طردت فرنسا من أراضينا سنلقنهم درسا، ولكن على أرضية ميدانهم وأمام جمهورهم وفي عقر دارهم .. أحنا رجالا ..". * * مئات الشباب ينسخ صور الإعتداء من "اليوتوب" ويوّزعها ليلا * كما عمد الكثير من شباب مقاهي الأنترنت إلى طبع صور الإعتداء ونشرها أمام المحلات وتوزيعها على المارة ليلة الخميس، وفي هذا الصدد يتحدث "منير"صاحب مقهى للأنترنت في شارع حسيبة بالعاصمة أن قراراه هذا من أجل إزاحة الستار عن حقيقة الإعتداء، لا سيما أن القنوات والترسانة المصرية للفضائيات شككت في الحادث وردت حكايات شبيهة لطريقة الأفلام المصرية" وبلهجة بها الكثير من السخط على الطريقة الوحشية التي استقبل بها محاربو الصحراء في مصر بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية رد أحد المناصرين في نفس الشارع قائلا بصوت عال "دماء لموشية وحليش وصايفي غالية كيما دماء الجزائريين ردنا سيكون عنيفا لكن في الميدان ..". * كما تمكن عديد الجزائريين من الحصول على صور اعتداء بعض المتعصبين المصريين على حافلة المنتخب الوطني عبر هواتفهم النقالة، حيث تبادل الجزائريون صور إصابة اللاعبين الثلاث، وفي هذا يتحدث أحد المناصرين أنه قام بإرسال 18 رسالة "آم آم آس" إلى أصدقائه، خاصة من أفراد الجيش الشعبي الوطني من الواقفين في آداء مهامهم وعدم تمكنهم من مشاهدة الصور ولقطات الفيديو عبر القنوات الفضائية بحكم أدائهم لمهامهم، وتحوّلت صور الإعتداء إلى حديث الصغار والكبار، كما شحنت صور الدماء حماسة الجماهير وتصادفت مع يومي العطلة، حيث خرج نهار أمس الجمعة الكثير من المواطنين لإتمام إلصاق الرايات الوطنية والتحضير بحول الله إلى العرس الكبير الذي قال عنه أحد المناصرين أنه سيبدأ من مصر ولن ينتهي إلا بوصول الفريق الوطني إلى أرض بلد "نلسون مانديلا". * * إجراءات أمنية مشددة على السفارة المصرية بالعاصمة * بدت الشوارع المؤدية إلى السفارة المصرية خالية، ففي جولة قصيرة قادت "الشروق" إلى مقر السفارة بحيدرة في أعالي العاصمة لا حضنا وجود عدد من الحواجز الأمنية المشددة، حيث رفض دخولنا إلى محيط السفارة إلا بعد أن كشفنا عن هويتنا الصحافية وبعد وصولنا حاولنا الاقتراب من السفارة، حيث أعلمونا بأن جميع الموظفين بما فيهم سعادة السفير هم في إجازة يوم الجمعة، وغادرنا المكان وظلت سيارتين تابعتين للشرطة قابعتين به.