دمشق التحضير لإيداع ملف ثقيل امام محكمة مدريد لمحاكمة وتجريم حارقي العلم الوطني نقيب المحامين المصريين يفقد عقله ويصرح: "أللي حرقوا العلم عيال وصيع" رفضت الجزائر على لسان محامييها ورجال قانونها، اختزال التعامل مع جريمة حرق العلم الوطني بمصر من طرف محامين مصريين، في تقديم القاهرة لاعتذار رسمي، حيث يطالب الجانب الجزائري بمقاضاة ومحاكمة ومعاقبة منفذي هذا الاعتداء السافر وكشف مدبريه ومهندسيه. * وعلمت "الشروق" من مصادر قانونية، أن المحامين الجزائريين يحضرون لملف ثقيل يجرم المحامين المصريين سيودع قريبا امام محكمة مدريد المختصة، في انتظار النظر في حيثياته واستدعاء المتورطين في حرق العلم الجزائري بعد مباراة الفصل التي جمعت الجزائر ومصر بالسودان. * وتشير المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، ان الملف سيشمل تسجيلات صوتية وصور حية وفوتوغرافية وقائمة بأسماء المحامين الذين أحرقوا علم الجزائر وكذا المتورطين والمتواطئين معهم بمصر، كما يرتقب ان يعتمد المحامون الجزائريون في ايداع الشكوى على بيانات رسمية وتصريحات مسجلة تدين نقيب المحامين المصريين الذي قال في وقت سابق: "أدعو باسم 40 ألف محام أمثلهم الى قطع العلاقات مع الجزائر وطرد السفير الجزائري من القاهرة". * وعلمت "الشروق" ان وفد المحامين الجزائريين، الذي شارك في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بدمشق، أبلغ نظيره السوري وعددا من ممثلي البلدان العربية، ان الجزائر ترفض جملة وتفصيلا ان يتم استباحة رموزها ودمها وكرامتها بالقاهرة ويتم دفنها في دمشق، وهو الموقف الذي استجاب له الجانب السوري وأطراف عربية أخرى أبدت تجاوبا وتضامنا، حتى وإن كان ضمنيا وليس علنيا، مع القانونيين الجزائريين في مطلبهم بضرورة اتخاذ موقف جماعي صارم من حرق علم بلد المليون ونصف مليون شهيد. * وعرف اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، الذي إختتم امس بدمشق، حركة كواليس وكوابيس أفزعت الوفد المصري، خاصة بعد ما تفاجأ صبيحة اول امس بانسحاب جماعي للمحامين الجزائريين بمجرد ان منحت الكلمة لنقيب المحامين المصريين، الذي يشغل حاليا رئيس المكتب الدائم، فيما يتولى الأمانة العامة نقيب مغربي. * وكشفت تحركات الأروقة والسراديب واتصالات الليل واجتماعات الظلام، رغبة دفينة لدى المحامين المصريين من اجل خنق جريمة حرق العلم الجزائري بطمس الحقيقة وتضليل اعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، وكذا محاولة تهريب ودفن الدلائل والشهود، غير ان حزم وعزم الوفد الجزائري وتفطنه لهذا المخطط أجهضه مع ميلاده وفضحه امام الجميع. * وتسرب ل"الشروق" من اللقاءات المغلقة، ان نقيب المحامين المصريين، في جلسة مصغرة كانت مخصصة لعرض الحصيلة الأدبية لاتحاد المحامين العرب، حاول تمييع واستصغار جريمة حرق العلم الجزائري، وقال بلغة استفزازية: "دول عيال بس هي أللي حرأت العلم بعد ما صورته على ورأة"، بما يؤكد ان الوفد المصري يريد كعادته تزييف وتحريف الوقائع وطمسها، وان كان بالفعل فإن محاميي مصر تحولوا الى بلطاجية فحرقوا رمزا من رموز دولة. * كما علمت "الشروق" ان اتصالا هاتفيا جرى بين سفير الجزائر بسوريا، مع وزير الإعلام السوري الذي حضر جلسة افتتاح دورة المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، والذي كان شاهدا على الانسحاب الحضاري للوفد الجزائري، تطرقا فيه وديا الى ما جرى من تطورات، حيث أكد السفير الجزائري انه من حق المحامين الجزائريين التعبير عن مواقفهم السلمية على اعتبارهم منظمة غير حكومية تمثل فئة من المجتمع المدني، وبالمقابل اكد له ان هؤلاء هم رجال قانون لم يدخلوا الشقيقة سوريا لإحداث البلبلة والفوضى مثلما حاول المصريون الترويج له، وان كل الجزائريين ضد إزعاج إخوانهم السوريين الذين عليه ان ينصفوهم بتفهم الوضع وعدم منع المحامين الجزائريين من إسماع صوتهم بشأن جريمة لا تغتفر اقترفها مصريون.