"الجماعة السلفية" تستنجد بهدايا "بابا نوال" لتوقيف نزيف الإرهابيين "التحقوا بالقافلة".. التخلي عن العمليات الانتحارية وتبني الاعتداءات الانتقائية يبين الشريط المصور "التحقوا بالقافلة" الذي أصدره تنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تزامنا مع عيد ميلاد رأس السنة الفشل في تجنيد إرهابيين جدد لتنفيذ عمليات انتحارية مثلما كان يروج له قبل أشهر من خلال شريط المرئي "عشاق الحور" الذي مجد الانتحاريين... * ولعل هذا الدافع الذي جعل ترغيب تنظيم "درودكال" يأخذ منحى آخر، هو الدعوة للالتحاق بقافلة التنظيم الدموي دون الحديث عن العمليات الانتحارية ولو حتى بالإشارة، والتركيز بالمقابل على إظهار تدريبات ومسابقات لبقايا التنظيم في معسكر غابي، تركز على تلقين تقنيات تنفيذ اغتيالات غادرة وسط المدن. * حاول تنظيم "درودكال" من خلال آخر إصدار سمعي بصري جاء فيما يشبه احتفالا برأس السنة الميلادية معنونا ب"التحقوا بالقافلة" إيجاد مبررات للجهاد المزعوم في الجزائر، والاعتماد إلى جانب خطاب قيادات القاعدة الاعتماد على تصريحات معارضين فارين إلى الخارج ممن كفّرهم اتباع هذا التنظيم، وأصبحت شهادات هؤلاء بعد استباحة دمائهم دليلا على شرعية تقتيل الجزائريين شعبا وحكاما. * وحاول التنظيم الإرهابي الذي اعترف بقلة المجندين في صفوفه في بداية هذا الشريط عرض مشاهد لما عاناه الشعب الجزائري إبّان الاحتلال الفرنسي، لربط ما يقوم به اليوم ضد الجزائريين بما كان يقوم به مجاهدو جيش التحرير ضد المستعمر الفرنسي! * وتفادى الشريط الذي غيب عنه "درودكال" واستشهد فيه بتصريحات قيادات القاعدة ومن يعتبرهم التنظيم رموزا ل"الجهاد" الحديث عما كان يعتبره نصرا لهم من خلال العمليات الانتحارية التي أودت بأراوح عشرات الأبراياء، وركز على عكس المألوف على المسابقة بين عناصر التنظيم إبراز التدريبات التي يتلقونها في معسكر "أبو حيدرة" الواقع بين بومرداس وتيزي وزو، وهي تدريبات لتنفيذ اغتيالات فردية غادرة ضد عناصر قوات الأمن في أماكن عمومية وتنفيذ هجومات مسلحة على مواقع معينة. * وفي قراءة متتبعين للشأن الأمني، فإن هذا تحول في نهج بقايا تنظيم "درودكال" الذي فشل في الترويج والتجنيد لتنفيذ عمليات انتحارية، فقد تحاشى الشريط الإشادة وتمجيد الانتحاريين حتى ولو بالإشارة، باستثناء إظهار صورة منفذ الهجوم على ثكنة دلس، عكس ما كان يدعو إليه التنظيم في شريط "عشاق الحور" الذي كان يرغب في "الاستشهاد الانتحاري" ويمجد الانتحاريين، مما يؤكد أن تجنيد إرهابيين جدد للعمليات الانتحارية أصبح مثل من يرقص لأعمى. * ويكشف شريط "الحقوا بالقافلة" التوجه الجديد لهذا التنظيم الذي أصبح كالغريق الذي يبحث عن قشة يتشبث بها، بعد أن أبطلت دعاوي وفتاوى ونداءات كبار علماء الأمة شرعيةَ ما يقوم به هذا التنظيم في بلد الإسلام، وبعد أن انفضحت القاعدة وأخواتها في العالم، وتبين أن 99 بالمائة من ضحاياها في العالم مسلمون حسب آخر تقرير أمريكي. * محاولة يائسة لكسب "شرعية" عرتها التفجيرات الانتحارية * ويبرز الشريط الخلفية الحقيقية للنهج الجديد لهذا التنظيم الإرهابي الذي عرته التفجيرات الإنتحارية المشابهة لنهج "الجيا" في المجازر الجماعية في صفوف المدنيين والتي كانت بداية نهايتها. يحاول بقايا تنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية" من خلال تغيير النهج إعطاء "شرعية" لما يقوم به خلال اعتداءات انتقائية ضد رجال الأمن. * ويتبين ذلك من خلال مقاطع التدريبات في "شريط رأس السنة الميلادية" ليظهر أن أهدافهم ليست اعتداءات غادرة في أماكان عامة مثلما يفهم من خلال التمرينات، بل تستثني المدنيين وتستهدف أعوان الهيئات النظامية. * وجاءت مشاهد استهداف رجال الأمن بعد أن استهل الشريط إظهار صور لقوات مكافحة الشغب ومتظاهرين لإذكاء الإحساس بالاضطهاد والعداء بين المواطن وعون الأمن والعودة بهذا الشكل إلى ما تبناه دعاة "الجهاد الزائف" بداية التسعينيات، الذين سرعان ما فضحتهم حرب الزعامات ودمويتهم، وتحولوا إلى آلة موت طالت الشيوخ والرضع، ومحترفي سبي واغتصاب لا يزال ضحاياهم تحت الصدمة. * قضت مصالح الأمن المشتركة في معاقله بجبال تيزي وزو وبومرداس خلال السنة الماضية على 280 إرهابي من بينهم 12 أميرا، وقرر عشرات منهم العودة إلى جادة الصواب بعد دعاوي ونداءات العلماء.