حالة الانتماء القوية إلى هذا الوطن، والتي صنعتها أفراحُ التأهل للمونديال، يجب أن تستمر وتقوى مهما كانت العقبات، لأن موقعة "أم درمان" كشفت لنا العديد من الإخفاقات والعديد من الإنتصارات أيضا، والتي كنا غافلين عنها في زمن الأزمات والإرهاب والفقر.. * أما وقد التأمت العائلة الجزائرية، وأصبح العلم الوطني لباسا للشباب قبل الكهول، وللنساء قبل الرجال، فإنه من واجبنا البحث في مفاتيح هذه الحالة القوية من الانتماء للوطن والتفكير في حمايتها.. * أول درس يجب أن نتمسك به مهما كانت نتائج المنتخب الوطني في "الكان" والمونديال، هو اكتشافنا لأنفسنا وقدراتنا وإمكاناتنا، ومن المؤسف أن هذه الإمكانات وهذه العبقرية لا تظهر إلا في وقت الشدائد، بينما نحتاجها في كل الظروف والمراحل، نحتاج هذه الطاقة الوطنية وحالة الانتماء لبناء الوطن وتشييده، لأن هذا الوطن ليس رياضة فحسب، وإن كانت الرياضة أصبحت همّا مشتركا لشريحة الشباب ولعامة الجزائريين، في غياب روافد وطنية تجمع الناس وتلمّ شملهم. * كم هو جميل أن نخدم هذا الوطن في كل ميادينه بتلك الروح التي تفجرت في "أم درمان"، كم هو جميل لو أن تلك الطاقة وتلك الحميّة وذلك الإبداع والإصرار مما شاهدناه في مقابلة مصر الجزائر، لو أن كل ذلك استعمل في خدمة هذا الوطن وبناء هياكله القاعدية وتطوير جامعاته ومدارسه، وبعث السياحة وتجييش الشباب في حب الوطن وخدمته.. * موقعة "أم درمان" أثبتت أننا حينما نريد النجاح نحصّله، وحينما نحب فعل شيء نفعله بالإتقان المتناهي، لكن للأسف، هذه الطاقة وهذا التحدي لا يشمل كل مجالات الحياة، وحتى في الكرة، تصيبنا الكثير من النكسات حين ننسى أننا جزائريون، ونفقد الانسجام مع سنن الكون وأسس النجاح.. * ما ينقصنا في الجزائر هو الجدية والمتابعة والمثابرة، والحرص على دوام العمل والجد والاجتهاد، ولو كنا كذلك لجعلنا من الجزائر بلدا رائعا ومبدعا، وقائما على أسس لا تهزها الظروف والطوارئ.. فلتكن الكرة وخزة إبرة لنشعر بقيمة هذا الوطن وقيمة تضحيات الشباب.