كشف أمس، الباحث التركي كرار دولاقار ل"الشروق اليومي" عن وجود أرشيف نادر ومهم خاص بالأمير عبد القادر بتركيا، واعتبر هذا الأرشيف الفريد من نوعه إرثا حضاريا يمكن لأي باحث جزائري الاستفادة منه متى شاء. * وفيما تحفظ عن الخوض في إمكانية استرجاع الجزائر لهذا الأرشيف، أكد أمس، على هامش اليوم الثاني من الملتقى الدولي "رمزية المبايعة.. دلالات وأبعاد" بنادي الجيش ببني مسوس أن الوثائق المتوفرة بتركيا تبلغ حوالي 120 وثيقة غير موجودة في أي بلد آخر وتتطرق لفترة إقامة الأمير هناك وعلاقاته بأبرز الشخصيات التاريخية. * من جهته، الدكتور الكويتي فهد سالم الراشد الذي قام إلى جانب بحوثه المهمة حول الشخصيات التاريخية الجزائرية بإلقاء قصيدة عن الجزائر واصفا إياها بموطن البطولات والتضحيات والتي لاقت ترحيبا واسعا من الحضور. وفي تصريح ل"الشروق" أثنى فهد سالم الراشد على الباحثيْن الجزائرييْن آيت حمو بلقاسم واحميدة عميراوي، لأنهما غاصا بعمق في تاريخ الأمير قائلا: "مشاركتي في هذا الملتقى إضافة لمعارفي حول الأمير، فقد أبدع عميراوي بحديثه عن معاني المبايعة و أنواعها و علاقة الثورة الجزائرية بما أسسه الأمير من منظومة قانونية قاعدتها التشاور". كما أشار إلى عالمية الأمير واهتمام الدول العربية بهذه الشخصية التاريخية مستدلا بتدريس الكويت مثلا لحياة مؤسس الدولة الجزائرية وحرصها على كل المعلومات الدقيقة حول مساره النضالي. * احميدة عميراوي من جامعة قسنطينة تطرق إلى أنواع المبايعة كمصطلح وربط بين بيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام و بين قوانين الأمير، مؤكدا على اعتماد قادة الثورة على الأمير كمرجعية تشريعية و تنظيمية، وأضاف قائلا: "مبايعة الأمير كانت الحد الفاصل في تحديد الهوية الجزائرية وكانت منعرجا للحفاظ على المقومات الوطنية والوقوف بالند وبمستوى نفس القوة للتيارات الفكرية التي جاءت إلى الجزائر والتي عرف الأمير كيف يتعامل معها" * أما الباحث آيت حمو قاسم فرجع إلى أصول الأمير عبد القادر على أنه شريف من سلالة الرسول "ص" وتطرق إلى الاتهامات الخطيرة التي طالته وسعت إلى تشويهه، مثل تأويل قصة حمايته للنصارى الذين في الشام من الحرق، وأدان الافتراءات على كتاب "المواقف" نافيا أن يكون الأمير نصرانيا أو ماسونيا بل على حد تعبيره كان الأقدر على محاورة و مجابهة كل التيارات الفكرية التي قدمت إلى الجزائر.