يبدو أن الانتصارات الأخيرة للمنتخب الوطني فتح الأبواب على مصراعيها لعدد من المرتزقة والمحتالين للنصب على الجماهير الجزائرية وكل من يعشق "الخضر"، حيث تستغل أطراف بهجة الانتصارات ببلوغ المنتخب المونديال لتحقق من وراء ذلك مكاسب مالية. ويعتزم أحد متعهدي الحفلات الممثل لشركة "ميغانات" تنظيم حفل فني كبير بالعاصمة الفرنسية باريس احتفاء بالمنتخب الجزائري لبلوغه المونديال، حيث استغلت هذه الشركة غفلة بعض الأطراف الجزائرية التي زكتها وأقنعت عددا من محترفي الخضر بحضور الحفل المقرر في 14 مارس المقبل. بيد أن الغريب في الأمر أن منظم الحفلة هو مصري الجنسية يدعى مجدي السيد، ما يدفع إلى التساؤل عن سبب تنظيم حفل للجالية الجزائرية بفرنسا من طرف مصري وبحضور لاعبين وفنانين جزائريين، وهل هم على علم بذلك؟ بحسب ما تحصلت عليه "الشروق" من معلومات فإن الأطراف الجزائرية ليست على علم بخفايا هذا الحفل وهوية من ينظمه، لأن معرفتهم بأن الأمر يتعلق بمتعهد مصري سيقلب الأمور رأسا على عقب. وتقول مصادرنا إن المتعهد المصري الذي فشل في تنظيم الكثير من الحفلات بعاصمة الجن والملائكة، آخرها حفل لمواطنه إيهاب توفيق، استغل إحدى الإذاعات الخاصة الموجهة للجالية (بور أف أم) للدعاية والترويج للحفل. ويبدو أن النجاحات التي حققتها الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة تسيل لعاب بعض المرتزقة والمحتالين، حيث تولى هذا المصري -والذي يدير أحد الكباريهات في الباريس (مزيكا) وتم إغلاقه لعدة مرات من طرف السلطات الفرنسية بحجة تبييض الأموال والتجارة غير الشرعية- تنظيم حفلا عن المنتخب الوطني بينما تناسى منتخب بلاده المتوج بكأس إفريقيا وهو ما يطرح تساؤلات أخرى عن الغرض من هذا الحفل. يشار إلى أن موقع "بور أف أم" وهي الإذاعة التي توفر الرعاية والإشهار لهذا الحفل، قد تعرضت للقرصنة من طرف هاكرز لاعتراضهم على إقامة الحفل "الجزائري الخالص" بتدبير مصري. هذا وتحصلت الشروق على نسخة من الملصقة الاشهارية للحفل، والغريب في الأمر أنها تحمل اسماء للعديد من المطربين الجزائريين الذين تغنوا بانتصارات الخضر وعلى رأسهم فرقة ميلانو، الشاب عقيل، محمد علاوة، بعزيز، الشاب خلاص، أمين تيتي، الشابة صونيا، كادير جابوني، لطفي دوبل كانون، والقائمة طويلة جدا، وهو ما يوحي بأن حتى هؤلاء المطربين تعرضوا للاحتيال من طرف الإذاعة المذكورة التي أخفت عنهم حقيقة منظم هذا الحفل.