"أحبذ طريقة اللعب الجزائرية، لأنها تذكرني بالبرازيل" "إسرائيل تمنعني من حضور مواجهة الجزائر" من النادر جدا أن يعمر مدربا على رأس منتخب في إفريقيا لمدة طويلة، والبرازيلي مارشيو ماكسيمو واحدا من هؤلاء، فهو يقود المنتخب التانزاني للعام الرابع على التوالي، بعد أن أشرف على العديد من الأندية قبل أن يحط الرحال بإفريقيا. ماكسيمو الذي يقود المنتخب التنزاني الذي أوقعته القرعة إلى جانب الجزائر في تصفيات كأس إفريقيا، هو أول مدرب برازيلي يقود أحد أندية الدرجة الأولى في بريطانيا، مثلما سبق له وأن قاد منتخب البرازيل للناشئين والشباب. * وفي أول حوار له لوسيلة إعلامية جزائرية يتحدث مدرب تانزانيا عن القرعة التي أوقعت منتخبه في مواجهة الجزائر والمغرب، وحظوظ بلاده، ويتحدث عن اللمسة البرازيلية في الكرة التانزانية التي تعج بالمواهب على حد قوله. * * كيف كانت البداية مع المنتخب التانزاني؟ * الاتصال الأولي كان من طرف الأمين العام للاتحادية التانزانية بعد أن ترشحت لمنصب تدريب الفريق، فقبلت بالمهمة في سبل رفع مستوى المنتخب، وتمكنا قليلا من رفع المستوى ومحاولة تطبيق مناهج جديدة، والآن نملك تشكيلة ثرية تعج بالمواهب. * * نريد أن نتعرف على مشواركم التدريبي؟ * بدأت في البرازيل ضمن مجموعة تقنيين في الاتحاد البرازيلي ودربت في ريو دي جانيرو، مثلما أشرفت على منتخب البرازيل لأقل من 17 عاما وأقل من 20 عاما، كما سبق لي وأن دربت فريق ليفنغستون الاسكتلندي، حينما كان ينشط في البريمرليغ، فأنا أول مدرب برازيلي يحظى بهذا الشرف، وبإمكانكم الحصول على معلومات وافية بالاطلاع على موقعي على شبكة الانترنت. * * كيف تعلق على قرعة تصفيات كأس إفريقيا والتي وضعتكم إلى جانب منتخبنا والمغرب وإفريقيا الوسطى؟ * إنها صعبة للغاية وكل شيء يبقى فيها ممكنا. من سوء حظ منتخبنا أننا سنواجه المنتخب الجزائر المتأهل للمونديال والمنتخب المغربي الممتاز بلاعبيه، بالإضافة إلى فريق إفريقيا الوسطى الذي يعد أقل شأنا من الجزائر والمغرب. * * ماذا تعرف عن الكرة الجزائرية؟ * منذ إشرافي على المنتخب التانزاني أصبحت على دراية تامة بالكرة الإفريقية، المنتخب الجزائري يملك مواهب كثيرة ومتعددة وله باع طويل في القارة السمراء، ما احتفظ به في ذاكرتي مشاركته في مونديالي 82 و86 ومواجهته للمنتخب البرازيلي في مونديال مكسيكو، وفزنا بهدف دون مقابل. * أما الآن فهو منتخب قوي، لقد تابعت مشواره في التصفيات ومواجهته للمنتخب المصري وكذلك في نهائيات كأس إفريقيا، وهو منتخب قوي جدا. * * هذا يعني أن المنتخب الجزائري مرشح فوق العادة لتسيد المجموعة؟ * نظريا هو المرشح لتصدر المجموعة، لكن أعتقد بأن هناك مفاجآت في الأفق وسنكون للمنتخب الجزائري بالمرصاد. * * ماذا تقصد بالمفاجأة؟ * أعتقد بأن المنتخب التانزاني يملك مواهب كثيرة وبإمكانه العودة بالتعادل من الجزائر أو الفوز، ومن خلال متابعتي للمنتخب الجزائري فهو ليس بالفريق الذي لايقهر، كما أن مستواه ليس بعيدا جدا عن المنتخب التانزاني. * * أمر غريب، المنتخب الجزائري في المونديال والتانزاني عجز عن التأهل لكأس إفريقيا منذ عقود، أليس هذا فارق شاسع في المستوى؟ * لا أسنتقص من مستوى المنتخب الجزائري مثلما لا تستصغروا المنتخب التنزاني، فطريقة لعب المنتخب الذي أشرف عليه تشبه كثيرا أداء منتخبات شمال إفريقيا والتي تعتمد كثيرا على الفنيات، أضف إلى ذلك فإن المنتخب التانزاني شاب يملك الكثير من المواهب من مواليد 92 إلى 95، وهو في طور التكوين. * * ربما لم تنصفكم القرعة حينما وضعتكم في مواجهة الجزائر في المباراة الأولى خارج الديار؟ * لا ربما سيكون ذلك مفيدا، فالمنتخب الجزائري لا يملك معلومات عن منتخبنا، على العكس بالنسبة لنا فنحن على اطلاع تام بالمنتخب الجزائري وتابعنا مستواه في كأس إفريقيا و سنراقبه جيدا في المونديال، ولهذا فالمنتخب التانزاني سيفاجئكم بعقر داركم. * * كتقني برازيلي، كيف ترى مستوى المنتخب الجزائري فنيا؟ * تعجبني كثيرا طريقة لعب الجزائر مثلها مثل المغرب ومصر، إنها تشبه لحد كبير طريقة اللعب البرازيلي، لذلك استمتع بتدريب المنتخب التانزاني مثلما أستمتع بمواجهة هذه المنتخبات. * أعرف جيدا لاعبي المنتخب الجزائري الذين ينشطون في البطولات الأوروبية، وهذا يؤكد قوة المنتخب الجزائري. * * ألا تخشون قوة الخضر وخسارتكم بنتيجة مذلة مثلما حدث في المواجهة الودية أمام مصر في نوفمبر الماضي؟ * لديكم نظرة خاطئة عن منتخبنا، بالعكس نحن نجابه المنتخبات القوية ونقدم أداء راقيا مثلما حصل أمام الكاميرون والسنغال في تصفيات كأس إفريقيا الماضية والتي سبقتها، كما قدمنا مباراة قوية أمام منتخب كوت ديفوار مع بداية هذا العام، ولم ننهزم سوى بهدف وحيد. أما عن خسارتنا في مباراة ودية أمام مصر فهذا أمر لا يقبل المقارنة أبدا، لأننا لعبنا مباراة أشبه بالتدريب، وهناك أمور أخرى لا يمكن التحدث عنها. * * ماذا تقصد، هل تساهلت مع المنتخب المصري للرفع من معنوياته قبل مواجهة الجزائر؟ * ليس تساهلا، ولكن طابع المباراة جعلنا غير آبهين بنتيجة اللقاء، كما زننا وصلنا يوما قبل المباراة إلى القاهرة وبتشكيل ناقص، ولا أريد أن أتحدث عن أمور أخرى. * * واقعيا، هل فريقكم بإمكانه المنافسة في مجموعة تضم الجزائر والمغرب؟ * * كرة القدم تلعب فوق الميدان، أشرف للعام الرابع على التوالي على المنتخب التانزاني، وأثق كثيرا في إمكانيات اللاعبين، وهم قادرون على رفع التحدي، ما أقوله أن المنتخب التنزاني ليس سهلا مثلما يعتقد البعض، ولن يكون لقمة سائغة للجزائر والمغرب. * * وما هو برنامجكم التحضيري للتصفيات؟ * انطلقنا في التحضيرات منذ سنوات، للأسف لم نتمكن من التأهل للأدوار النهائية، لكن بالمقابل تمكنا من خلال منهجية العمل من تشبيب الفريق، وأمامنا الوقت الكافي للتحضير لمواجهة الجزائر. سندشن برنامجنا التحضيري بمواجهة أوغندا وديا في 3 مارس، وسندخل في معسكر تحضري بداية من اليومين المقبلين وبعدها سنلعب تصفيات كأس إفريقيا للهواة "الشان" وسنواجه رواندا وسنختار تواريخ الفيفا لبرمجة مباريات ودية في شهر جويلية، وقد نواجه ليبيا، لكن يبقى ذلك مرهونا بالمدرب القادم للمنتخب. * * هل يعني أنك لن تواصل المشوار مع المنتخب التانزاني؟ * أشغل للعام الرابع على التوالي، وعقدي مع المنتخب ينتهي في جويلية المقبل، والوارد جدا أني لن أكون في العارضة الفنية للمنتخب أثناء مواجهته للجزائر في سبتمبر المقبل، لأني تلقيت عروضا من فرق طموحة. مع ذلك فأنا سعيد بالعمل الذي قمت به في تانزانيا مثلما هم سعداء بما قمت به، في الوهلة الأولى وقعت عقدا لعامين، ثم تم تجديده لعام، وبعدها لعام آخر، وهذا دليل على التوافق الموجود بيننا. * * وما هي ثمار العمل الذي قمت به؟ * نملك تشكيلة شابة معدل أعمارها لا يفوق 20 عاما، بالإضافة إلى وجود عناصر محترفة دعمت الفريق، مثل نزار خلفان الذي ينشط في كندا و جوزيف هنري في النرويج ولاعبين آخرين في الموزمبيق والفيتنام.. * * وإلى أين ستكون وجهتك المقبلة؟ * تلقيت عرضا من فريق هابوئيل تل أبيب الإسرائيلي )الكيان الصهيوني( وأنا أفكر في جد في الإشراف على هذا النادي، لأن العرض مغرٍ وسيفتح لي آفاقا واسعة. * * وهل أنت مستعد للعمل في هذا البلد؟ * نعم أنا مستعد، أدرس العرض وانتظر انتهاء عقدي مع المنتخب التانزاني لاتخاذ القرار النهائي، لكن الإشراف على فريق هابؤيل تل أبيب يعد مفخرة بالنسبة لي، بغض النظر عن البلد، فهو يلعب في المنافسة الأوروبية ويشرفني تدريبه