يبدو أن لهيب الاحتجاجات، والتذمر الاجتماعي لا يهدد السلم الاجتماعي فقط، ولكن مكونات وتوازنات داخل الدولةو المجتمع، وبدلاً من تقلصها، تشير الإحصائيات أنها في تزايد مستمر واتّسلع رقعتها، شمالاً، جنوباً، غرباً وشرقاً ... و بدلا من إعطاء حلول جذرية، أصبحنا نعطي مسكّنات، وبدلاً من معالجة الأسباب، أصبحنا نعالج الآثار، وبدلاً من دعم السلم الاجتماعي، أصبحنا نشتريه، !! و في الجزائر، الدولة الوحيدة، أين توزيع السكنات تكون محل احتجاجات واسعة، وفي الجزائر، الدولة الوحيدة، أين تسيس فيها الأهازيج وأغاني المشجعين، أين حاولت أن "أقول" نحن الوحيدين الذين يحاولون جعل "المواقف المفرحة" تعبيراً لبعض الانشقاقات الاجتماعية، وأحياناً قد تصل لممارسات عنيفة، وتصرفات غير متوقعة، فما حدث في تقورت نموذج لحالة الانسداد، ولسوء التسيير، ولانسداد قنوات الحوار، و"للظلم" القائم، فالتحرك حسب قناعتي ليس ذو طابع سياسي، كما انه غير محرك من طرف أيادٍ خارجية، أو مؤامرة أحيكت في الظلام...!! بقدر ماهو "لسوء تقدير وتصرف" للمسؤولين المحليين، ولتعنتهم، وعدم التقدير الجيد.. لذلك .. نتساءل : هل أصبحت الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي رياضة وطنية إلى جانب الرشوة والفساد..!! يبدو ان هذه التوابل السلبية أصبحت كذلك.. ولذلك فإن "سياسة النعامة" لا تفيد على المدى المتوسطأو البعيد، فأين مؤسساتنا التي يفترض بها أن ترصد وتسمع وتحاور وتجد الحلول ؟؟؟ الجواب بكل بساطة أصبح ينادي وفلسفته تتخطى دماغي فقط... ألاّ يصل هشيم الحريق إلى البيت ..و تناسى الكل أن سفينة الجزائر، لما تغرق لا ينفع من كان فيها صالحاً أم طالحاً، وعليه فالسكوت عن الحق، والمآسي وعدم ترقية مفاهيم " المواطنة " للمسؤول قبل المواطن، وتثقيف المجتمع والدولة معاً، كلها حصانات واجب القيام بها، وهو التطعيم الأنجع والمفيد، فلا يكفي البكاء على الأطلال، أو عصر الأسطوانات المشروخة، فيجب الانفتاح والتفتح على المجتمع والفرد، بإشراكه فعلاً، وليس صورياً أو شكلياً، وإنني أضحك لما أسمع بعض التصريحات ذات "الطابع الأيديولوجي" لقراءات الاحتجاجات بإعطاء اجوبة خاطئة لأسئلة مشروعة وشرعية، فعهد التفلسف ولّى، فأصبحنا في عهد الماموس والبادي في عصر الوفرة...
وما نريد إلا الإصلاح مااستطعنا , وما توفيقي إلا بالله ..!!