عام2014، سنة التناقضات والأحلام غير المحققة، وعليه، فإن كرة القدم التي أرادها البعض متنفساً، كانت الحلم الحقيقي الوحيد الذي تحقق، وإن لم يكن جزائرياً مئة بالمئة إلا أنه كان بمثابة المنقذ من الفشل المتكرر في جميع القطاعات، كما يبدو أن السنة المنتهية قد عرَّت النظام، وفتحت باب التأويلات العديدة حول أسعار البترول وتدنيها وانعكاساتها على السلم الاجتماعي والتوازنات الكبرى داخل المجتمع، ولذلك أرادها البعض أن تنتهي بإلهاء المجتمع بمعارك مفتعلة ومفبركة تفادياً لهذه التذبذبات، باستعمال حرية التعبير والعقيدة كطعم للمصيدة. كما أنّ السنة المنتهية، كانت سنة الإحراجات للنظام الجزائري من طرف الجارة التونسية، أين رفعت يقين الجزائريين بضرورة الوعي واليقظة الانتخابية، وعدم السقوط بمستنقع التزوير الانتخابي مستقبلا، ولذلك فالرهان الانتخابي المقبل سيكون صعباً على مهندسي الديكور الانتخابي بالجزائر، فالمعارضة وللمرة الأولى كانت تحاول التكتل في كيانات مختلفة، وإيجاد معايير دنيا تجمعها، بعيدا عن كل سيساوية، فالجزائر التي حلم بها الشهداء، وكما أرادها بيان نوفمبر، مازالت بعيدة المنال، في ظل الهوان والضعف الذي أصاب المجتمع الجزائري، وتلاشي القيم النوفمبرية، وكيف يفسر ذلك ومازلنا لم ننته من ملفات الهوية، واسترجاع الذاكرة، ولملمة التاريخ، عام 2014 أردناه أن يكون عام الدستور التوافقي، بإشراك حقيقي وليس كرنفاليا للأحزاب و الجمعيات، بوجود دستور لا يزول بزوال الرجال، كما لا يخدم الرجال ولا النظام، بقدر ما يؤسس للدولة، ولكن المؤشرات تدل بأننا بعيدون على الأقل كل البعد عن قيم التوافق، كحكم أولي ومبدئي، ولذلك، فإن محاولة تسويقه وإيهام الآخر، قد يدخله في خانة من أكبر الأكذوبات السياسية الناجحة، فالجزائري بصبره ووعيه وحلمه، تعلم بحكم التجارب التاريخية أن الأحلام قد تكون غير متوقعة، إن لم نتذاكرها في ظل تدهور الحالة الاجتماعية والقدرات للعيش الكريم، فهذه المناعات في تلاشٍ مستمر، أمام الإخفاقات العديدة، وازدياد نسب الرشوة، والفساد والزبونية، فهذه السنة ومع فضائح سوناطراك كانت سنة الرقم القياسي لهذه الرياضية الوطنية، وبدون منازع. عام أفل .. وعام سيطل.. نأمل أن يكون مختلفاً عن إخوته السنوات المهدورة من حياة الشعب الجزائري..
وما نريد إلا الإصلاح ما استطعنا .. وما توفيقي إلا بالله