هاجم، أمس، مسؤول الإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، تنسيقية الانتقال الديمقراطي، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، واتهمهم بالسعي إلى الانقلاب على النظام، وأكد رفض الأفلان إجراء أي مشاورات في إطار المبادرة التي أطلقتها حمس. واتهم بوحجة في تصريحات ل"الشروق" أصحاب الانتقال الديمقراطي، بالعمل على الانقلاب على المؤسسات، وإدخال البلاد في متاهات هي في غنى عنها، وقال: "الانتقال الديمقراطي شعار رنان ولكن خلفياته الانقلاب على الشرعية"، محذرا الشعب الجزائري ممن يريدون الانقلاب على الشرعية، معربا عن ارتياحه لمستوى الوعي الذي وصل إليه الجزائريين والأحزاب السياسية "الوطنية"، لإحباط كل محاولات زعزعة استقرار البلاد. وأبدى عضو المكتب السياسي للحزب العتيد انزعاجه من الخرجة الأخيرة لرئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بخصوص شروعه في مشاورات مع السلطة والمعارضة، للوصول إلى مخرج للأزمة التي تعيشها البلاد، وقال لو كانت لديهم حقيقة نية في الحوار، لماذا رفضوا المشاركة في مشاورات تعديل الدستور؟ مضيفا أن الكارثة وأصل الأزمة في الجزائر تعود إلى أن بعضا من قيادات العمل السياسي والتشكيلات السياسية لهم ولاءات للخارج يفوق ولاءهم للوطن، قبل أن يتساءل بحدة "هل يريدون إرضاء الشارع المحلي أم إرضاء المرشد العام في قطر؟ في إشارة منه إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وتوجه الناطق باسم الأفلان إلى أعضاء تنسيقية الانتقال الديمقراطي ورئيس حركة حمس بالخصوص، بوصف خرجاتهم ب "لعب أطفال"، موضحا أنهم من جهة لا يعترفون بالسلطة والمؤسسات المنتخبة، ويعتبرون النظام القائم غير شرعي، ومن جهة يريدون الحوار معه، معتبرا خرجة مقري على أنها دليل واضح على وصول هؤلاء إلى الانسداد، وقال "لا اأعتقد أنهم سيطالبون بالحوار مع السلطة لو لم يضربهم الحائط"، داعيا هؤلاء إلى الاحتكام إلى العقل والرزانة، والكف عن الكذب على الشعب. وبخصوص موقف الأفلان من ندوة إعادة بناء الإجماع الوطني التي يحضر لها حزب جبهة القوى الاشتراكية، أكد بوحجة، أن الآفلان لم يرفض المشاركة في الندوة، وإنما طالب بتقديم توضيحات بخصوص تفاصيلها، وأضاف أن الأمين العام للحزب عمار سعداني، أراد من خلال تصريحاته بشأن مبادرة الأفافاس حول الإجماع الوطني، توجيه رسائل إلى صاحب المبادرة علّه يأخذها بعين الاعتبار". ويرى عضو المكتب السياسي للحزب العتيد أن الحوار السياسي الجاد لا بد أن يكون مع الأحزاب السياسية التي تملك برامج ومشاريع مجتمع، وليس مع شخصيات لديها أراؤها، وأضاف أنه من المفروض ألا تكون ندوة الأفافاس المرتقبة لقاء مجاملة، أو موعدا لارتشاف القهوة، وإلقاء بعض الكلمات وخطب باهتة، مبرزا أن اللاحوار أفضل من مفهوم الورقة البيضاء، حيث يشدد على ضرورة توضيح الأفافاس لجدول أعمال الندوة، وختم بالقول أن الأفلان لم يطلب المستحيل من الأفافاس، لأن الإجماع لا يكون على ورقة بيضاء.