"حمس هي التي ترفض الحوار مع السلطة وليس العكس" أرسلت جبهة القوى الاشتراكية، موفدا لها للقاء قيادة حزب جبهة التحرير الوطني يستوضح منهم التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الأمين العام، عمار سعداني، بخصوص عدم مشاركته في ندوة يكون مرؤوسا فيها. فيما أكد المكلف بالإعلام في الأفلان أن "الحديث عن المشاركة في ندوة الأفافاس لم يحدث أبدا". وذكرت مصادر ل"البلاد" أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أحرجت كثيرا جبهة القوى الاشتراكية، حيث وجدت هذه الأخيرة نفسها مضطرة للاستفسار عند القيادة الحالية للحزب العتيد حول التصريحات التي أطلقها أمينها العام، عمار سعداني، وتراجعه عن المشاركة في ندوة الإجماع الوطني المزمع عقدها يومي 23 و24 من الشهر الجاري. وفي سؤال عن ما إذا كانت الأفافاس أرسلت وفدا يستفسر عن هذه التصريحات، أوضح القيادي والمكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة ل"البلاد" قائلا "لا أدري إن كان الإخوة في الأفافاس قد سألوا عن تصريحات الأمين العام". مضيفا "ولكن أريد أن أوضح شيئا مهما" وقال "إن الحديث عن المشاركة لم يحدث أبدا. نحن دعمنا مسعى الإخوة في الأفافاس فقط"، وأضاف "الأمين العام تحدث عن ترؤس الندوة فقط". في إشارة منه إلى تصريح سعداني الذي قال إنه لن يشارك في ندوة يكون فيها مرؤوسا، كما رفض أن يكون بجانب أحزاب "صغيرة" وشخصيات وطنية. من جهة أخرى، عرج بوحجة إلى المسعى الجديد الذي أطلقته حركة مجتمع السلم، وأكد "نحن نرفض هذه المشاورات"، وبرر ذلك قائلا "حمس هي التي بادرت برفض المشاورات التي أطلقها رئيس الجمهورية". مضيفا "هذه الأحزاب هي التي ترفض الحوار ولسنا نحن". وفي ذات السياق، أوضحت حركة مجتمع السلم بأن هذه العملية تندرج ضمن البرنامج السياسي للحركة ولا يتعلق الأمر بمبادرة جديدة، حيث إن الحركة جزء من مبادرة الحريات والانتقال الديمقراطي وعضو في تنسيقيتها وتعتبر أرضية مزافران هي الأرضية المشتركة التي مثلث نضجا غير مسبوق للطبقة السياسية في مسار الإصلاح والتغيير في الجزائر، مؤكدة أن سلوك الحوار والتواصل سواء مع السلطة أو المعارضة هو "قيمة سياسية عالية"، وبررت إطلاق برنامج الاتصالات والمشاورات في هذا الوقت بالذات ل"تأزم الأوضاع"، مضيفة أن الاتصال بالجهات الممثلة للسلطة سيكون موضوعه "الدعوة لقبول التغيير وشرح أفكار الانتقال الديمقراطي"، وسيكون هذا -حسب حمس- فرصة ل"إزالة الغموض" الذي يعمل الأفافاس على إضفائه، مؤكدة أن المشاورات تهدف كذلك إلى تحريك الساحة السياسية وهي "إبراء للذمة أمام الجميع".