يلتقي اليوم الوزير الأول، عبد المالك سلال، قيادات أركان الأجهزة الأمنية في اجتماع خاص واستثنائي جدا، من شأنه أن يفتح لأول مرة ملف تهديدات المعارضة بالخروج إلى الشارع والنظر في مدى خطورة الدعوات التي أطلقتها بعض الأطراف الراغبة في استغلال الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين لتأليب الشارع على السلطة. يعقد اليومَ الوزيرُ الأول اجتماعا أمنيا استثنائيا، وجهت دعوات الحضور إليه الى كل من نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، وقائد سلاح الدرك اللواء أحمد بوسطيلة، إلى جانب المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، كما سيحضر هذا الاجتماع ذا الطابع الأمني مائة بالمائة، وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، وأكدت مصادر الشروق أن جدول أعمال اللقاء يحمل نقطة رئيسية تتعلق بتقييم الوضع الأمني العام في البلاد، إلى جانب مواضيع ثانوية تتفرع عن الموضوع الأصل، ويتعلق الأمر بحسب مصادر الشروق بالنظر في دعوات أطلقتها بعض أطراف المعارضة تتعلق بالتظاهر في الشارع ضد الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، وذلك في 24 فبراير القادم المصادف للذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. اجتماع اليوم من المرجح أن ينتهي إلى صياغة مجموعة من القرارات لكيفية التعامل مستقبلا مع الدعوات الرامية إلى تأليب الشارع، وذلك بعد الاستماع الى تقارير قيادات أركان مختلف المصالح الأمنية والعسكرية في البلاد، خاصة وأنه يأتي ليصادف الذكرى الثالثة لرفع حالة الطوارئ التي فرضتها الظروف الأمنية للبلاد خلال العشرية السوداء، ويأتي الاجتماع بعد أقل من شهرين عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن الذي أشرف عليه الرئيس بوتفليقة لتقييم الوضع الأمني للبلاد في ظل اللأمن الذي تعيشه المنطقة. بعيدا عن لقاء سلال بالقيادات الأمنية، شهدت الساحة السياسية حراكا غير طبيعيا وشبه مواجهة مفتوحة بين أحزاب المعارضة وأحزاب السلطة التي تخلت عن تحفظها، وخرجت خلال الأسبوعين الأخيرين لتواجه تصريحات المعارضة بتصريحات نارية، بددت كل أمل في الوصول إلى توافق بين أحزاب الموالاة والمعارضة، دهست هذه التصريحات مبادرة الأفافاس وجعلت ندوة الوفاق في خبر كان على الأقل في الوقت الراهن، بعد أن جهر أمين عام الآفلان عمار سعداني أن الآفلان قاطرة ولا يحضر أي لقاء يكون فيه مرؤسا من أي كان، رغم تنازلات الأفافاس وجعل الورقة البيضاء التي عرضها على سعداني في أول لقاء بخطوط حمراء أفقدتها بياضها. تصريحات سعداني الرافضة لمبادرة الأفافاس دعمتها خرجة أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح، الذي أوصد الباب بصفة نهائية أمام أي محاولة للجلوس على طاولة واحدة مع الأفافاس أو غيره، كما أثارت خرجة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمبادرة انفرادية بمعزل عن تنسيقية الانتقال الديمقراطي ردود أفعال، وتهديدات بنسف المبادرة في حال اختار مقري طريقه. مشاهد الفعل ورد الفعل بين أحزاب المعارضة والموالاة، ستحسمها اليوم السلطة باجتماع لقيادات أجهزتها الأمنية، هذه الأخيرة التي سبق وأن أكدت أن أمن واستقرار البلاد خط أحمر ولا تسامح معه، فهل دعوات استغلال ال24 فبراير للتظاهر تدخل ضمن الخط الأحمر.