خرج، أمس، المئات من سكان ولاية تيزي وزو في مسيرات عارمة، متفرقة، قادها كل من الارسيدي و"الماك"، بحضور أعيان من ولاية غرداية وكذا حركة العروش، لإحياء الذكرى المزدوجة للربيعين الأمازيغي والأسود، وتذكير السلطات بالمطالب التي رفعت قبل سنوات وفي مقدمتها ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية. المسيرات التي عرفتها المدينة اصطحبها إضراب عام للتجار باستجابة واسعة، جمعت بين مناضلي الحزبين الغريمين والعتيقين بالمنطقة، إلى جانب الحركتين الجمعويتين "الماك والعروش" المتناقضتين في توجهاتهما والمتفقتين على مطلب ترسيم اللغة وعدم طمس الهوية الأمازيغية، حيث عرفت المسيرات تنظيما محكما دون أي انزلاقات تذكر. المندوب العروشي صطفى معزوزي، صرح خلال التجمع الذي نشطه بالساحة المركزية للمدينة، أن إدراج الأمازيغية من عدمه في الدستور المنتظر تعديله، سيكون الحد الفاصل بين المنطقة والسلطة، معتبرا تنظيم تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وشعارها هذا استفزازا للسكان، قائلا إنه كان بإمكان السلطات تفادي الأمر وإطلاق تسمية "عاصمة الثقافة العربية الأمازيغية الإسلامية" عليها. ودعا المتحدث باسم الحركات الجمعوية إلى إعلان تيزي وزو عاصمة للثقافة الأمازيغية، قائلا بأن المنطقة قضيتها ليست مناهضة للغة العربية ولا للدين الإسلامي، لكنها لن تنصهر بالتنكر للهوية الأمازيغية والسماح بطمسها، مستنكرا التضييق المستمر في ممارسته على كل ما هو قبائلي، خصوصا ما تعلق بالتعليمة الأخيرة التي تمنع أئمة المساجد من إلقاء خطبة الجمعة بالأمازيغية. الناشط الذي تحدث باسم حركة العروش التي عادت للواجهة بعد غياب دام عقدا من الزمن، رافع لوحدة الوطن من خلال شعار "لا منطقة القبائل بدون جزائر ولا جزائر بدون القبائل"، معبرا عن رفض الحركة لمطلب الاستقلالية الذي ينادي به "الماك"، مضيفا أن "النظام القائم يتلاعب بمصير الجزائر وشعبها". كما لم يفوت المتظاهرون فرصة فتح النار على عمارة بن يونس، الذين قالوا إنه أصبح عارا على المنطقة وعليه بتقديم الاستقالة من منصبه الحالي لحفظ ماء الوجه، بعدما سمح لنفسه بأن يكون ورقة رابحة في يد السلطة من خلال قضية "الخمور". كما توعد المستفيدون من دعم وكالات التشغيل المختلفة، بالامتناع عن تسديد القروض والفوائد المترتبة عليهم للبنوك، إلى غاية تمكن السلطات العمومية من محاكمة المتورطين في الفساد واستعادة أموال الشعب ممن سماهم السارقين الذين استولوا عليها من منصب وزراء الدولة، وعلى رأسهم شكيب خليل في فضيحة سوناطراك. بدورهم، المشاركون في مسيرتي الماك والارسيدي التي انطلقت من جامعة تيزي وزو، طالبوا بترسيم اللغة الأمازيغية، وتدريسها عبر القطر الوطني، كما طالب أعيان غرداية بالإسراع في تدريس الأمازيغية بالولاية، فيما رفع آخرون رايات مناهضة للنظام، تنديدا بما تعيشه المنطقة من تخلف وتأخر تنموي على جميع الأصعدة.
مواطنون وسياسيون استنكروا التوجّه المعزول ل"الماك" الأرسيدي يعزل مشروع فرحات مهني في مسيرة بالبويرة رفض أمس، مناضلو الارسدي بالبويرة خلال الوقفة التي تم تنظيمها بساحة الشهداء بعاصمة الولاية المشروع الانفصالي للمغني فرحات مهني وطلبوا بتحرير الجزائر مما سموه "بارونات السلطة". وقد شهدت، أمس، مدينة البويرة مسيرتين سلميتين بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال35 لأحداث الربيع الأمازيغي والأحداث التي عرفتها منطقة القبائل خلال 2001، المسيرة الأولى نظمها أنصار حركة استقلال منطقة القبائل "الماك" والتي شارك فيها حوالي 500 متظاهر معظمهم طلبة جامعة "أكلي محند ولحاج".. وقد انطلقت المسيرة وسط تعزيزات أمنية من مقر الجامعة إلى مقر الولاية، حيث جاب المتظاهرون شوارع بالمدينة، رافعين لافتات تطالب بترسيم اللغة الأمازيغية، كما رددوا شعارات أخرى مناهضة للسلطة. والملفت للانتباه في مسيرة "الماك" بالبويرة هو إقدام بعض مناضلي الحركة الانفصالية على رفع "العلم الأمازيغي" أثناء وصولهم إلى مقر الولاية وهذا في محاولة منهم لاستفزاز عناصر الأمن المتواجدة بقوة بعين المكان، وهو التصرف الذي استنكره أغلب سكان البويرة، بمن فيهم نشطاء في الأرسيدي. أما المسيرة الثانية التي انطلقت في نفس التوقيت فقد نظمها الأرسدي وشارك فيها العديد من المندوبين السابقين لحركة العروش، من ساحة الشهداء بوسط المدينة في اتجاه مقر الولاية رفعوا عدة شعارات من بينها "صححوا التاريخ الجزائر ليست عربية" كما جددوا مطلب ترسيم حقيقي للغة الأمازيغية كلغة وطنية.
قال إن مشاركتة قضية "مواطنة" سعيد سعدي يختار بجاية للخروج للشارع .. كما نظم أمس "الآرسيدي" و"الماك" مسيرتين سلميتين بمدينة بجاية شاركت فيها جموع معتبرة من المواطنين المنادين بضرورة ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية.. وقد حضر الدكتور سعيد سعدي الذي جاب رفقة المئات من المواطنين الشارع الرئيسي للمدينة باتجاه مقر الولاية رافعين الرايات المطالبة بترسيم الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" وكذا "ترسيم اللغة الأمازيغية حق وواجب"، "الأمازيغية ليست للبيع"... وخلال التجمع الشعبي المنظم أمام مقر الولاية شدد المتدخلون على ضرورة "تحديد المتسببين في وقوع ضحايا الربيع الأسود 2001، في الوقت الذي اعتبر فيه سعيد سعدي خلال كلمته أن مشاركته في المسيرة هي مسالة "مواطنة" بالدرجة الأولى خاصة وأن بجاية تعد "واحدة من أهم اعمدة النضال من أجل الهوية والثقافة الامازيغية"
.. والطلبة في مسيرة ببومرداس خرج، أمس، عشرات الطلبة في مسيرة سلمية، جابو خلالها شوارع بومرداس، إحياء لذكرى الربيع الأمازيغي. وشهدت هذه المسيرة التي انطلقت من كلية العلوم، وصولا لكلية المحروقات وكذا رئاسة الجامعة، توافد طلبة باقي الكليات على غرار كلية العلوم الاقتصادية وكلية علوم الهندسة، حملوا خلالها شعارات تمجد هذا اليوم في وقت تزينت الطالبات باللباس القبائلي، فيما استغل البعض منهم الفرصة لتمرير بعض الشعارات التي جاء في مضمونها "صححو التاريخ ... سيرتا ليست عربية"، مرددين أيضا شعارات معارضة للسلطة.
محتجون بباتنة يعارضون تظاهرة قسنطينة احتج أمس، نحو 60 شخصا في ساحة الحرية بوسط مدينة باتنة، بمناسبة إحياء ذكرى الربيع الأمازيغي، حيث قدم المحتجون من عدة بلديات ودوائر تابعة لولاية باتنة وعديد الولايات المجاورة. وقد استغل منظمو هذه الوقفة الفرصة للتعبير عن رفضهم لفكرة إقامة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ورفعا شعار "أنا سيرتا" تأكيدا حسبهم أن قسنطينة خلاصة كثير من الحضارات التي تعاقبت عليها، وساهم فيها الأمازيغ والبيزنطيون والوندال وغيرهم، كما دعوا إلى ضرورة قيام الجهات الرسمية بقرار رئاسي وسيادي بخصوص اللغة الأمازيغية حتى لا تبقى حسبهم رهينة لغة رسمية دون أن يتم الاستثمار فيها.
توقيف ناشط من غرداية في مسيرة بتيزي وزو أوقفت قوات الأمن أمس، ناشط قدم من ولاية غرداية للمشاركة في مسيرة "الماك" بولاية تيزي وزو، حيث ذكرت مصادر "الشروق" ان الشخص الموقوف مطلوب لدى العدالة وصدر في حقه أمر بالقبض في أحداث غرداية منذ أسابيع، وقد تم اقتياده لمركز أمن ولاية تيزي وزو، في حين عرف الأمر تضمانا كبيرا من المشاركين في المسيرات الثلاث التي شهدتها تيزي وزو، بتجمهرهم قرب مقر الأمن للمطالبة بإطلاق سراحه.