خلّفت تصريحات الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الداعية إلى مراجعة موقع الحركة من السلطة، رد فعل عنيفا لدى أنصار "فك الارتباط" بها، الذين سيطروا، كما هو معلوم، على مقاليد الحركة في المؤتمر الأخير. ومن بين هؤلاء النائب ناصر حمدادوش، الذي وجّه انتقادا حادا إلى سلطاني في مساهمة وجهها إلى "الشروق"، دعا من خلالها رئيس الحركة السابق، إلى احترام قرارات المؤسسات، وجاء فيها: "على الشيخ أبو جرة سلطاني أن يتذكر أن موقع الحركة في المعارضة هو قرار المؤسسات وليس قناعات الأشخاص، وأنه اتُخذ لما كان هو رئيسا للحركة، وعبد الرحمان سعيدي رئيسا لمجلس الشورى". وأضاف حمدادوش: "لقد عقد مجلس الشورى الوطني: 06 دوراتٍ كاملةٍ منذ المؤتمر الخامس وانبثاق القيادة الجديدة عنه في ماي 2013، ولم يتدخل في عرض قناعاته وتوجهات، التي تغيّرت بزاوية 180 درجة منذ هبوب رياح الربيع العربي وإلى الآن، وهو الذي رفع شعار "المؤسسة"، ومع ذلك يقول في الإعلام ما لا يقوله أمام أعلى هيئة بين مؤتمرين وهي مجلس الشورى الوطني". ونفى النائب "تحول الحركة نحو المجهول أو أنها تمارس معارضة راديكالية غير محمودة العواقب"، واتهم صاحب الرسالة الرئيس السابق بالمزايدة: "نقطة الخلاف التي يدندن حولها (يقصد سلطاني) هي ضرورة الحوار والتواصل بين الحركة والسلطة، وقلنا إن هذا الأمر مُتكفّلٌ به، فلم تعرف الحركة مشاوراتٍ واتصالات مع الجميع، أحزاباً وسلطة، معارضة وموالاة كما تعرفه الآن، قبل الرئاسيات وبعدها، وهانحن على نفس النّهج، ولا يُعقل منه أن يزايد على المكتب الوطني في ذلك أو أن يطعن فيه". وحذر حمدادوش، وهو أحد الوجوه القريبة من مقري: "لا يُقبل أن يستغل سلطاني صبر المكتب التنفيذي الوطني وقراره بعدم الرّد عليه فيتهجّم في كلّ مرة بالهمز واللّمز في قيادة الحركة ومؤسساتها، ويصنع لنفسه هالةً لطالما تقزّز منها أبناء الحركة وهم يرون رمزيتها تتهاوى يوميا بسبب الارتباط المشبوه بالسلطة ورجالاتها، التي يظلّ يبالغ في مدحها وتزكيتها بالمقابل وبغير مقابل". ودعا النائب سلطاني إن كان له مشروع سياسي يخالف به التوجّه الجديد للحركة، أن يعرضه على مؤسسات الحركة وليس عبر وسائل الإعلام، وخاطبه قائلا: "الحنين إلى التحالف الرئاسي لن يجدي نفعا أو يقنع أحدا، ولقد أثبتت الأيام صدق توجهاتنا وقراراتنا، خاصة بعد سلسلة فضائح السلطة في ملفات الفساد ومظاهر الفشل وحالات العجز، التي لن نكون شركاء فيها أو شهداء زور عليها"". وطمأن صاحب الرسالة أبناء "حمس" بقوله: "الحركة ماضيةٌ في خطّها السياسي وهو المعارضة العاقلة والرّاشدة والوطنية مع شركائها في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة"، في عملٍ تشاركي جماعي وفق أرضية مازفران كأهمّ مكسبٍ سياسي للبلاد".