دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير، عمار سعداني، الجزائريين على اختلاف مشاربهم، إلى الانضمام، ودعم "المبادرة السياسية الوطنية من أجل التقدم والتلاحم والاستقرار"، التي أعلن عنها حزبه لدعم برنامج الرئيس، وقال إن هذه المبادرة جماعية غير إقصائية ومفتوحة لكل الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية. واستغل الأمين العام للأفلان الذكرى ال61 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر، التي حيا من خلالها الشعب وقوات الأمن والجيش الوطنيين، لدعوة "كل الجزائريين الغيورين على وطنهم مهما كانت انتماءاتهم السياسية" للانضمام إلى مبادرته، مبرزا أنها ترمي إلى بناء جبهة وطنية قوية ومتماسكة لدعم برنامج الرئيس، وتحافظ على مكتسبات السلم والاستقرار وتكون صمام الأمان في مواجهة الأزمات والمخاطر الداخلية والخارجية وسندا قويا للجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن في محاربة الإرهاب وتأمين الحدود والحفاظ على الوحدة الوطنية، طبقا لقوله. وذكر سعداني، في فحوى البيان، الذي تلقت "الشروق" نسخة منه، أن الأمانة التي تركها الشهداء تقتضي العمل المخلص لحفظها وتجسيد مضامين رسالة نوفمبر ببناء الدولة المدنية، "دولة الحق والقانون والمؤسسات"، التي تلتزم فيها كل مؤسسات الدولة بمهامها الدستورية، تقوم على الفصل بين السلطات وتكرس المواطنة الحقة لكل الجزائريين، يقول سعداني، مضيفا أن الوفاء لرسالة نوفمبر يستدعي بذل مزيد من الجهود من أجل تكريس الأمن والاستقرار وترسيخ قيم السلم والمصالحة وتعزيز قواعد دولة الحق والقانون، ومجتمع التضامن والتحاور والتكافل، معتبرا أن ذلك يتطلب تكريس الحكم الراشد في إدارة الشؤون العامة ومواصلة محاربة مختلف الآفات والانحرافات والتصدي بحزم "لأولئك الذين يحاولون تشويه التاريخ والمساس برموز الثورة ورسالة الشهداء"، يقول سعداني، مشددا على أن الوفاء لرسالة نوفمبر يقتضي حماية الذاكرة التي تظل الأجيال في حاجة إليها وتبقى الأمة الجزائرية تستلهم منها ما يعمق شعورها بهويتها وانتمائها الحضاري وامتدادها في تاريخ الإنسانية، معتبرا أن كتابة تاريخ الثورة يشكل مهمة حيوية ينبغي أن تحظى بالاهتمام والألوية. وأشار الرجل الأول في الحزب العتيد إلى أن واجب الوفاء لرسالة نوفمبر يفرض أيضا مواصلة النضال من أجل تجسيد القيم النبيلة والمثل الوطنية والتوجهات الكبرى التي شكلت القاعدة التي تأسست عليها ثورة التحرير، مثمنا جهود الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية على الجهود التي تبذل من أجل الدفاع عن حرمة الوطن واستقراره وأمن المواطنين وممتلكاتهم، مذكرا بأن محتوى بيان أول نوفمبر أدرج بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، في تعداد الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها، وقال بأن الأفلان يعتبر أن العمل الجبار الذي قام به الشهداء والمجاهدون يجب أن يستكمل "حتى تترسخ القيم والمثل والأهداف التي شكلت رسالة نوفمبر"، بحسبه .