نفى رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش أن يكون له دور معين في المرحلة القادمة، واعتبر النظام الحالي فاقدا للسند الشعبي لأنه لم يحسن التعامل مع الحركة الجمعوية والتنظيمات السياسية. حمروش الذي نشط ندوة علمية بمدينة سطيف حول الحريات والتنمية المستدامة أبدى تشاؤمه من الوضع السياسي للبلاد مادامت السلطة منغلقة على نفسها، ولم تفتح المجال للجمعيات والنقابات والباترونة والتنظيمات السياسية بمختلف أطيافها من أجل المساهمة في التنمية المستدامة. وقال حمروش نحن أمام انفتاح سياسي واقتصادي وهمي ولذلك تعددت الإخفاقات وزادت في حدة الأزمة التي تهدد البلد بانهيار أمني مطلق، خاصة مع غياب الحريات العامة ومصادرتها مما خلق العديد من الثغرات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى الأمني. وعبر رئيس الحكومة الأسبق عن تشاؤمه من الوضعية التي تعرفها البلاد مفندا إمكانية مشاركته في أي منصب سام في الدولة في ظل الأوضاع الحالية، التي لا يمكنه من خلالها إلا المساهمة في إيجاد الحلول وتغيير الوضع الراهن من خلال إعادة الثقة بين المواطن والسلطة، وتوفير آليات ممارسة السياسة والسيادة وسط المجتمع مثلما كانت تفعل حكومته السابقة والتي كانت تولي أهمية كبيرة لمختلف التنظيمات التي يعتبرها حمروش عصب الممارسة السياسية وبدونها لن نخرج من الأزمة الحالية. وأضاف المتحدث الشعب غير متخلف بل الحكم هو المتخلف لأنه نزع الآليات التي تسمح له بتسيير المجتمع ومخاطبته للشعب وكرس مبدأ العداء مع مختلف التنظيمات التي من المفروض أن تساعده على التسيير السلمي دون الحاجة إلى قطع الطريق والاحتجاج والتكسير حتى يتمكن المجتمع من إسماع صوته. وحاليا يقول حمروش الحكم عاجز عن تنفيذ أي سياسة لأنه فقد زمام الأمور. وحتى ما يسمى بالثلاثية في رأي رئيس الحكومة السابق تعتبر عائقا غير قادر على تنفيذ العقود المتفق عليها لغياب أدوات التنفيذ لدى الحكومة وأدوات التأثير لدى التنظيمات المشاركة في هذه الثلاثية وبالتالي البلد هو الخاسر الأكبر. وختم يقول رغم كل الظروف البلاد تتوفر على طاقات وقدرات لتأسيس دولة وطنية ذات طبيعة ديمقراطية وتشييد مجتمع حر ومتوازن.