توقف سهرة أول أمس، العرض الفكاهي للكوميدي التونسي خالد بوزيد الملقب ب "الفاهم"، قبل بدايته بسبب الطوفان البشري القياسي الذي فاق 5 ألاف متفرج من عائلات وشباب وأطفال لم تستوعبهم مدرجات مسرح الهواء الطلق وحاصروا المنصة وتعطلت حركة المرور بقلب المدينة بمناسبة هذه السهرة الرمضانية، التي لم يسبق وأن شهدتها مدينة تقرت في سنوات سابقة. وصبّت العائلات والجمهور الغفير الذي حضر بقوة من كل صوب وحدب وحتى من مدن وقرى مجاورة بعيدة بالعشرات الكيلومترات كالمغير وجامعة والمقارين وتماسين والطيبات جمّ غضبهم على اللجنة المنظمة التي لم تتحكم في الوضع وحرمتهم من سهرة رمضانية ترفيهية دسمة، كما هاجم عدد آخر مديرية الثقافة لولاية ورقلة، باعتبارها الهيئة المنظمة والتي حرمت الجمهور التقرتي العريض والذوّاق من العديد من المهرجانات في مناسبات سابقة، عكسه هذا التدافع والتعطش الكبير للتظاهرات الثقافية والفنية من خلال التوافد القياسي من مختلف شرائح المجتمع للحفل الملغى، كما حمّلت الطبقة المثقفة المسؤولية للسلطات المحلية التي أصرّت على إقامة هذا الحفل الفكاهي بفضاء مفتوح لا يتسع لعدد غفير من الجمهور بالإضافة إلى صعوبة التحكم في الأمواج البشرية من كافة المداخل والتي كان من المفترض أن تقام بمكان مغلق ومؤمن يليق بحجم النشاط، مطالبين السلطات بالتفكير جدّيا بإعادة الاعتبار لسينما وادي ريغ أو بناء مسرح يليق بأبناء تقرت وهواة هذا الفن. وشهدت المرافق المجاورة لمسرح الهواء الطلق، عمليات تخريب من طرف المراهقين من خلال رشقها بالحجارة والتي تسبب في تهشيم زجاج المركز التجاري بالأروقة الجزائرية سابقا والاعتداء ونهب مواد البناء بالورشة المفتوحة خلف المركز، كما لم يسلم البريد المركزي من هذه التصرفات الطائشة والرشق مع كل سهرة فنية.