تشهد الباهية وهران خلال موسم الصيف إقبالا منقطع النظير للسياح القادمين من مختلف ولايات الوطن وحتى خارجه، وهذا لما تتمتع به من طبيعة خلابة تأسر قلوب كل من يزورها فلا يقدر على مقاومتها، وجزر "حبيباس"، هي واحدة من الروائع التي لا يستطيع الزائر مقاومة جمالها لما تحويه من ثروات حيوانية وبيئية هائلة. وتشكل جزر"حبيباس" أو "حبيبة" كما يحلو للوهرانيين تسميتها، موقعا بيئيا نادرا في الحوض المتوسط برأي هيئات عالمية وأوروبية زارت المكان، حيث يعود تاريخ هذا الكنز الإيكولوجي إلى ألاف السنين، وتحتوي هذه الجزر الخمس الواقعة شمال غرب وهران على كم هائل من النباتات والأسماك والحيوانات والطيور النادرة، تعلوها منارة تم بناؤها حسب الباحثين سنة 1873. إلا أن هذه الجوهرة المنسية بحسب عدد من السياح، عرفت خلال السنوات الأخيرة، إهمالا مفرطا من قبل السلطات الوصية ما تسبب في انقراض عدد كبير من الحيوانات وتلف مساحات معتبرة من النباتات المتنوعة، وهو ما دفع بالصندوق الفرنسي للبيئة العالمية إلى التدخل ومنح مبلغ مليون أورو لإعادة تأهيلها، كما أن مديرية البيئة بالولاية انطلقت في تهيئتها عن طريق إنجاز منشآت قاعدية هنالك تتمثل في مرافق استقبال للسياح على غرار المراقد وغرف الإيواء الفندقي ومحلات الخدمات وأبراج للمراقبة، بالإضافة إلى مشروع مرفأ صغير ترسو به السفن الخاصة بالنزهة والاستجمام لجلب أكبر عدد من السياح الذين يتشوقون لرؤية هذه المحمية الطبيعية الخلابة. ولكن انعدام الإمكانيات حال دون وصولهم إليها، وهو ما أكده أحد المغتربين الذين قصدوا الولاية بغية قضاء موسم الصيف، حيث أعجب كثيرا بالموقع ووصفه بالجوهرة رغم صعوبة الوصول إليه كما ذكر ونقص كبير في المرشدين السياحيين، حيث يعتبر دورهم جد مهم حسبه في التعريف بثروات المنطقة من جهة، وكذا تنبيههم بالمناطق الخطيرة التي لايمكن الاقتراب منها من جهة أخرى. ويتطلع عشاق جزر "حبيباس" بوهران، لأن تصبح لؤلؤة سياحية ينبهر بها العالم بأسره، إن حظيت باهتمام السلطات الوصية وتزويدها بخدمات رفيعة تجذب السائح الجزائري والأجنبي لها.