عبر بعض أولياء تلاميذ بلدية الرايس حميدو عن قلقهم من الظروف الصعبة التي يدرس فيها أبناؤهم، خاصة منها الاكتظاظ، نقص النقل المدرسي وقلة المطاعم المدرسية، الأمر الذي أثر على المستوى الدراسي للعديد منهم، مطالبين الجهات الوصية بضرورة التدخل للتكفل بالنقائص المطروحة وتوفير الهياكل اللازمة لأبنائهم المتمدرسين. وفي هذا الصدد، أشار هؤلاء إلى أن المشكل الأساسي الذي تواجهه بلديتهم هو نقص المؤسسات التربوية، خاصة بالنسبة للذين يدرسون في المرحلة المتوسطة ويزاولون دراستهم في أقسام يتجاوز عدد تلامذتها 40 تلميذا، مما يجعل التحصيل العلمي جد صعب في ظروف مماثلة. وحسب المشتكين، فإن وجود إكمالية واحدة بالبلدية أدى إلى تنقل التلاميذ على بعد مسافات طويلة من أجل الدراسة، حيث هناك من يتنقل من بوزريعة إلى المتوسطة المتواجدة بحي ميرمار بالرايس حميدو للدراسة، بعد قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام بسبب نقص النقل المدرسي. كما يواجه تلاميذ المرحلة الثانوية نفس المشكل بسبب وجود ثانوية واحدة تضم عددا كبيرا ، خاصة أنها تستقبل متمدرسي البلديات المجاورة كبولوغين، الحمامات وبوزريعة، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ الأقسام، حيث تجاوز عدد التلاميذ في الدخول المدرسي الأخير 40 تلميذا في القسم الواحد. من جهتهم، يواجه تلاميذ الطور الابتدائي مشكل نقص المطاعم المدرسية خاصة بالنسبة للأحياء الفقيرة، حيث يوجد بمدارس البلدية ثماني مطعم مدرسي واحد فقط، بمدرسة بابا عروج وسط المدينة، وهو ما خلق متاعب كبيرة للأولياء والتلاميذ الذين يضطرون إلى تنقل إلى منازلهم في منتصف النهار من أجل تناول وجبة الغذاء والعودة إلى مقاعد الدراسة مرهقين، بينما يفضل البعض تناول وجبة خفيفة لا تلبي احتياجاتهم الغذائية. وقد طالب بعض الأولياء بإنجاز مدارس قريبة من أحيائهم السكنية أو فتح مطاعم مدرسية بالمؤسسات الحالية، خاصة على مستوى الأحياء الواقعة بالجهة العلوية للبلدية، لاسيما حي سيدي لكبير، تعاونية سارة وحي فرونكو التي يزاول فيها التلاميذ الدراسة في ظروف صعبة، خاصة المقبلين منهم على اجتياز شهادة التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط، الذين يشتكون من التعب جراء التنقل اليومي، من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، خاصة أن المحافظ ثقيلة جدا. وفي هذا الصدد، أبدى الأولياء مخاوفهم الشديدة من المخاطر التي يمكن أن تلحق أطفالهم عند تنقلهم للدراسة وسط طريق محفوف بالمخاطر، الأمر الذي جعلهم يضطرون لمرافقتهم عدة مرات في اليوم. من جهته، اعترف رئيس بلدية الرايس حميدو، السيد جمال بلمو في تصريح ل”المساء”، بالنقص الفادح الذي تعرفه بلديته من حيث الإكماليات، إذ توجد متوسطة واحدة بميرمار يدرس بها تلاميذ المرحلة المتوسطة للرايس حميدو وبعض البلديات المجاورة، مشيرا إلى أن الضغط الذي تعرفه هذه المؤسسة سيتم تخفيفه عند تجسيد المشروع الولائي الخاص بإنجاز متوسطة بحي سيدي لكبير، بينما اعتبر أن ثانوية واحدة تكفي لاستقبال جميع الطلبة. أما بخصوص مشكل غياب المطاعم المدرسية، فأكد السيد بلمو أن هذا المشكل مايزال قائما خلال الموسم الجاري، بسبب وجود مطعم واحد فقط في الثماني مدارس، مشيرا إلى أنه سيتم فتح مطعم آخر بمدرسة سيدي لكبير في بداية نوفمبر الداخل. وفي سياق متصل، ذكر المتحدث أن مصالحه قامت بترميم ست مدارس قبل الدخول المدرسي، حيث قامت بإعادة طلائها وتسييجها لتوفير ظروف تمدرس مناسبة، بناء على طلبات المديرين، كما أشار إلى انطلاق بعض المشاريع قريبا، منها مشروع إنجاز مكتبة بلدية بوسط المدينة.