اللاعب الدولي السابق كمال عجاس حظوظ المنتخب قائمة، فاتركوه يعمل في هدوء اتركوا الربان وحاله، وحاسبوه بعد المونديال يعتبر اللاعب الدولي السابق كمال عجاس من بين اللاعبين البارزين الذين أثبتوا جدارتهم في مناصبهم، فهو مدافع أيسر حصد كل الألقاب سواء مع فريقه وفاق سطيف أو مع المنتخب الوطني، يتابع الراهن الكروي ويحمل في قلبه هموم، ويتحسر على ما آلت إليه الأمور، ومتفائل بالمستقبل إلى أبعد الحدود بإرجاع سلم القيم إلى الرياضة على اعتبارها باتت نافذة تتنفس منها الجزائر. * انطلاقا من موقعك كلاعب دولي سابق ومتتبع لمسار المنتخب الوطني كيف تقرأ الراهن؟ * لا يختلف اثنان على أننا كنا في سبات عميق، واستيقظنا فجأة على حلم كبير، فلا أحد كان يتوقع أن يقطع منتخبنا الوطني هذا الشوط الطويل، كنا نحلم بالمشاركة في كأس إفريقيا، لكن الدائرة اتسعت، وفاقت الحقيقة كل التوقعات ووجدنا فريقنا يشارك في كأس العالم، وهذا في حد ذاته مكسبا كبيرا يجب تعزيزه وحسن استثماره في المستقبل. * * لكن يجب دوما أخذ بعين الاعتبار حجم الاستثمار في هذا الفريق والدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به، وعليه لا يمكن البقاء في دائرة المشاركة من أجل المشاركة؟ * الفريق الوطني مكسب كبير ظهر بعد عقم طويل، وعليه يجب تثمين المرحلة وتدعيم المستوى، وترك الطاقم الفني يعمل في هدوء بعيدا عن المهاترات والنقاشات العقيمة التي لا تخدم أي طرف. * * بعيدا عن أي مزايدة موعد المونديال يقترب ولم يبق سوى حوالي 80 يوما والمدرب الوطني لا يزال يعاين اللاعبين في الملاعب الأوربية، هذا يعطي انطباعا واحدا وهو عدم استقرار التشكيلة بعد؟ * انطلاقا من حجم المسؤولية وثقل حملها فالمدرب الوطني وجد نفسه مضطرا انطلاقا من موقعه إلى معاينة اللاعبين الذين يناسبون منهجه التكتيكي، وما أفسد الأمور وأخلط الأوراق هي لعنة الإصابات التي يتذبذب من خلالها مستوى أداء اللاعب، ورغم ذلك أؤكد مرة أخرى اتركوا المدرب وحاله لأنه صاحب مشروع ولا يمكن محاسبته إلا بعد المونديال. * * بطولتنا ضعيفة ولا نملك خيارا آخر * * لكن الفريق الوطني يستمد قوته من خارج حدوده، ألا ترى في ذلك خطرا؟ * لا نملك في الوقت الراهن بديلا أو خيارا آخر، يجب مواصلة المسيرة بنفس التعداد مع وجوب تدعيمه لأن الحقيقة لها وجه واحد، بطولتنا ضعيفة جدا، ولا يسمح مناخها ببروز عناصر قادرة وتستحق حمل الألوان الوطنية وتشريفها بدليل الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق الوطني للمحليين أمام ليبيا. * * هذا قد يصبح انتحارا أيضا؟ * انتحار بطيء مفروض ما دامت منظومتنا الكروية لا تزال تراوح مكانها، وإهمال العمل القاعدي وغياب المتابعة والفوضى التي تطبع المنافسات الرياضية كلها عناصر تدفع بالضرورة إلى التعامل حسب الوضعيات لإنقاذ الواجهة، ولتدارك مافات يجب حسن استغلال الوثبة بعد تشريح للواقع بموضوعية لتهيئة أرضية خصبة لبناء أساس كروي صحيح بمواصفات عالمية بعيدا عن الترقيع والبريكولاج. * * إن تغييب اللاعب المحلي عن المشاركة وعدم إعطائه دورا أوسع هو تنكر لمجهودات النواة الأولى للمنتخب الوطني قد تنعكس سلبا على الناتج الكروي المحلي أي البطولة بشكل أدق؟ * لا، يجب التكيّف مع الوضعيات، صحيح أن الانطلاقة كانت بلاعبين محليين كان لهم الفضل في بعث ورسم معالم فريق انطلق من العدم، لكن الحلم بدأ يكبر وبالتالي يجب مجاراته، وبعد اجتياز عقبة مصر كبر الحلم وكان لزاما احتواءه وتعزيزه بدليل مؤازرة كل الشعب الجزائري لما تحقق، وفتحت شهية الجميع وتكوّنت اللحمة بتوفيق من الله، وكانت التداعيات إيجابية اجتماعيا واقتصاديا وتعززت الثقة، وهو ما كنا نفتقده فعلا. ولكل لاعب دافع عن الألوان الوطنية يكسب محبة واحترام الجميع ولكل واحد مرحلته. * * بلحاج لاعب موهوب يحتاج إلى عمل من الناحية الدفاعية والمستقبل لبابوش * * بالعودة إليك كلاعب في مركز صعب يهمك كثيرا تسجيل ملاحظاتك، فما هو رأيك صراحة في نذير بلحاج؟ * كنت أتوقع هذا السؤال ... بدون مجاملة لاعب من طراز عال، ينقصه عمل من الناحية الدفاعية، ويثير أعصابي ببعض الإضافات والمبالغات التي قد تهدر جهود الجماعة في أي لحظة، وفي كثير من الأوقات يجد نفسه بدون تغطية، وهذا بطبيعة الحال يخضع بدون شك إلى الخطة التكتيكية المنتهجة. * * من تراه أهلا ليكون خليفة له من اللاعبين المحليين؟ * بطبيعة الحال اللاعب بالرجل اليسرى نادر وشحيح في الميدان لأنه ببساطة من الصعب تعويضه وأرى صراحة بابوش مهارة لا يستهان بها رغم ما ينقصه من احتكاك، كما لم تمنح له الفرصة بدليل أنه يؤدي فعلا مقابلات في المستوى ويساهم دوما في انتصارات فريقه مولودية العاصمة. * * بالعودة إلى العارضة الفنية للمنتخب الوطني تعالت أصوات كثيرة تدعو إلى ضرورة تدعيمها غير أن الناخب الوطني يرفض ذلك جملة وتفصيلا؟ * يجب التفكير كمحترفين وتغليب المنطق، الفضل والاستحقاق يعود إلى هذا الطاقم الفني الذي بعث كرة القدم من جديد، فبمجرد التفكير في التغيير فهو انتحار لأننا وببساطة في رواق جيد، لكن يجب التفكير في ما بعد المونديال واستخلاص الدروس لوضع قاعدة صلبة لورشة بناء كرة قدم جزائرية على أسس متينة، وتكييف منظومة كروية وفق المواصفات العالمية. * * * أثار إسقاط أسماء لاعبين ساهموا كثيرا في كل ما تحقق إلى غاية اليوم جدلا * * حقيقيا، رغم أن مستوى بعضهم أحسن بكثير من الأسماء المتداولة الأخرى دون الاكتراث إلى التداعيات كيف تقرأ الأمر؟ * هذا الأمر من صلاحيات المدرب إلى غاية أن يثبت العكس فهو "ربان" المنتخب الوطني يملك رصيدا ثريا ويعد كفاءة عربية ويصنف مع المدربين الكبار عالميا، تمكن من استرجاع البسمة المفقودة، فهو إذن في موقع لا أدري ما يوجد في الجعبة وعلى الجميع مد يد العون أو السكوت إلى غاية نهاية المونديال. * * أدعو سعدان للصفح عن خالد لموشية * * لا يزال الوسط الرياضي يراهن على عودة خالد لموشية إلى حظيرة المنتخب الوطني، غير أن سكوت سعدان عن الأمر تشم منه رائحة الشطب النهائي رغم أن ذاكرة الجزائريين تحتفظ له بمشهد مؤثر ساهم في توحيد الجزائريين والتفاهم حول المنتخب الوطني ما هي رسالتك التي تبرقها؟ * أولا انطلاقا من موقع خالد لموشية كلاعب محسوب على المحترفين كان من المفروض أن لا يصدر منه أي تصرف اتجاه مدربه وهذا مبدأ، لكن من جهة أخرى بالنسبة للمدرب عليه أن لا يبعثر أوراقه كثيرا فهذا اللاعب ساهم وبقسط كبير وأداء متميز في الأدوار التصفوية، متفوق في منصبه عن جدارة، ولا يمكن أبدا نسيان مشهد ما وقع للمنتخب الوطني بمصر والذي لا يزال عالقا في ذاكرة كل جزائري، وانطلاقا من صفحات "الشروق" أدعو المدرب الوطني رابح سعدان العفو عنه وإرجاعه إلى حظيرة المنتخب لأنه من غير المنطقي أن يحرم من المشاركة في المونديال والناخب الوطني يدرك جيدا معنى "العفو عند المقدرة"... * * * زياية ظاهرة كروية * * يشكل المهاجم عبد المالك زياية ورقة ضغط حقيقية على المدرب الوطني بتألقه المستمر ورصيده الثري، غير أن لا أحد تمكن من تشفير سبب عدم استدعائه في رأيك لماذا هذا التجاهل؟ * يا أخي القرار دائما يعود للربان، لكن الأمر محيّر جدا فاللاعب عبد المالك زياية في الوقت الراهن ظاهرة كروية ومعادلة لا يمكن تجاوزها، فالميدان هو الفاصل، اللعب دخل تصنيف الفيفا وزاحم أسماء ثقيلة على غرار "دروغبا" فهو لاعب موهوب ويملك مهارات عالية، ومكانه في الفريق الوطني لا نقاش فيه. * * ليس اللعب وحده هو مقياس حمل الألوان الوطنية * بحكم تجربتك في المنتخب الوطني يقال أن حمل الألوان الوطنية يخضع لعدة اعتبارات وتحكمه ضوابط غير اللعب الجيد ألا ينطبق ذلك على الكثير من المواهب التي ظلت مهمشة؟ * هناك أسماء كثيرة من حقها حمل الألوان الوطنية وأصبحت مطلبا شعبيا، لكن صراحة ما دمنا بعيدين عن الاحترافية تبقى كرة القدم عندنا تخضع لضوابط خارجية معروفة، لكن الأمر يتعلق بتشريف الألوان الوطنية وتمثيل أمة في محفل عالمي لا يجب السقوط في فخ المحاباة والأنانية والتصلب في المواقف. * * حظوظ كبيرة للمرور إلى الدور الثاني * يظهر من خلال راهن فريقنا الوطني أننا ذاهبون إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة فقط؟ * من الواجب الابتعاد عن فكرة المشاركة من أجل المشاركة، وبالنظر إلى حجم الاستثمارات لا يمكن قبول ذلك، فحظوظ المنتخب الوطني كبيرة لاجتياز الدور الأول لأن الفرق المنافسة لا توجد في وضعيات أحسن منا، فعنصر المفاجئة وارد جدا، ونتيجة المواجهة الأولى هي التي تحدد المسار، واللاعب الجزائري أعتقد أنه في رواق جيد أيضا لكسب الرهان لأنه وببساطة المونديال فرصة أخرى للتخلص من عقدة الحڤرة، وفرصة أيضا لدخول بورصة التحويلات دون تجاهل روح الانتماء والوطنية التي تشكل سلاحا لا تتوقف عليه باقي الفرق الأخرى، وبالتالي بقليل من التركيز على الجانب البسيكولوجي لنا كلمتنا وحظوظنا قائمة. * * كلمة ختامية.. * أشكر الشروق على اهتمامها باللاعبين القدامى، والتي تفتح صفحاتها لنا وهي خطوة للتواصل والنصيحة.