انتقل الهوس بلاعب الخضر "رياض محرز" من شاشات التلفزيون والمباريات الكروية ليصبح الاسم الأكثر طلبا وترديدا في سوق المفرقعات "جامع ليهود" بباب الوادي، فالجميع يبحث عن "محرز" أطفال بمآزر الدراسة، مراهقون وحتى كهول وشيوخ والجميع يسعى لاختبار دوي هذه المفرقعة التي قيل إنها قوية جدا وتبث الرعب إلى جانب مفرقعات "البارا" أو مثلما يسميها البعض "الكومندوس" و"داعش"، فالأسعار غير مهمة بقدر ما يهمهم الدوي وصوت الانفجار القوي الذي تحدثه. رغم حجز مصالح الجمارك كميات كبيرة من المفرقعات أياما قبيل حلول المولد النبوي الشريف، غير أن المتجول في الأسواق بإمكانه الوقوف على الترسانات والعتاد الحربي وشتى أنواع القنابل والصواريخ التي تتباين أحجامها وتختلف فعاليتها وتسمياتها وقد تزينت بها الطاولات، ومع أن جميع هذه المفرقعات من صنع صيني مثلما هو معروف ومذكور على العلب غير أن مفرقعات "محرز" هي الأكثر تواجدا هذه السنة وسحبت البساط من "زيدان" ونجوم كرة القدم الآخرين، وتحظى بإقبال كبير خصوصا أن هذا اللاعب قد تمكن من أسر المواطنين بطريقة لعبه على البساط الأخضر ليزيد مدى فعالية مفرقعاته الطلب عليها خصوصا أن أسعارها تختلف حسب حجمها ما بين 100 و600 دج، والغريب في الأمر هو لجوء بارونات المفرقعات إلى وضع صورة اللاعب محرز على أشكال متعددة من المفرقعات التي تتراوح أسعارها ما بين 100 و240 دج. مفرقعات قادرة على حرق السيارات والبيوت وبعيدا عن عالم كرة القدم حملت مفرقعات هذه السنة تسميات عنيفة ودلالات على الحروب كمفرقعة "الكومندوس" التي يسميها البعض ب"البارا"، وقد أطلقت عليها هذه التسمية نظرا إلى أن غلافها على شكل ملابس الجيش وتحدث دويا كبيرا حيث إنها قادرة على إحراق منزل بأكمله مثلما قال لنا أحد التجار، فسعر الواحدة 100 دج لكن فعاليتها كبيرة جدا وقد تسببت على حد قوله في حرق سيارة، ليضيف التاجر لذا يفضل عدم تفجيرها داخل البيوت أو وضعها أسفل السيارات مثلما يقوم به بعض الأطفال. واستطرد محدثنا هناك أيضا مفرقعات "داعش" التي صنعت الحدث العام الماضي وسميت كذلك نسبة للونها الأسود وهي فعالة جدا بالإضافة إلى"المرقازة" وهي مفرقة محاطة بغلاف بلاستيكي هو الذي يزيد من قوتها وتباع ب50 دج، "الشيطانة" 30 دج، الوردة 60 دج. أما المفرقعات التي تحدث الدخان الملون وتستعمل في الغالب في الحروب ما بين الأحياء فسعرها 350 دج. ولأن المولد النبوي وفرحته لا يكتملان إلا بالألوان فيتسابق الشباب لاقتناء المفرقعات المدوية والملونة ورغم التهاب أسعارها غير أنها تحظى بخصوصية ومكانة مميزة لدى جميع الفئات وبالتحديد الشباب، فإحدى المفرقعات الكبيرة جدا والتي تطلق الألوان يبلغ سعرها 350 دج، الصاروخ ب500 دج، البركان حسب حجمه الصغير ب1000 دج أما الكبير ب 1200 دج، البوق ب1500 دج، الألعاب النارية حسب الألوان التي تطلقها ب 200 دج، "ليفيزي" تباع في أكياس 12 بسعر 150 دج فضلا عن "الزربوط"، "النحلة" وغيرها وتتراوح أسعارها ما بين 30 و100 دج، "الفيميجان" مجموعة تحتوي على 6 ب 50 دج. مولد نبوي رومانسي على ضوء الشموع وبعيدا عن عالم المفرقعات وصخبها استطاعت بعض الأنواع أن تنال إعجاب الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وذلك لكثرة الألوان وبساطة وسهولة استعمالها ف"الشوش" الذي يبلغ سعر 15 دج، "الثوم" التي ترمى مباشرة، "السينيال". كما استقطبت الشموع بأشكالها وأسعارها المختلفة المواطنين الباحثين عن مولد نبوي رومانسي فمن الشموع الصغيرة على شكل ورود وقلوب سعرها 30 دج إلى الشموع الدائرية والمعطرة والأكواب وأخرى مزينة بالأصداف، ويتراوح سعرها ما بين 50 و200 دج لشموع أخرى تشتعل فيها الأضواء وتحدث موسيقى وسعرها 350 دج. رئيس جمعية أولاد الحومة: اللاعبون أبرياء من المفرقعات التي تحمل أسماءهم دق رئيس جمعية أولاد الحومة والتي تعنى بشؤون شباب الأحياء والنشاطات داخل المؤسسات العقابية، عبد الرحمان برقي، ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة بيع واستعمال المفرقعات والألعاب النارية فقد أصبحت موجودة في كل مكان في المدارس، الشوارع، الملاعب وتشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين على حد سواء مثلما حدث لمناصر مولودية الجزائر في ملعب 5 جويلية، مضيفا أن اللاعبين أمثال محرز والآخرين الذين سبق وأن أطلقت تسميتهم على المفرقعات لا علاقة لهم بذلك، بل استغلت أسماؤهم لرفع المبيعات فقط. واستغرب المتحدث من غزوها السوق عشية المولد النبوي الشريف وبيعها بشكل طبيعي أمام أنظار رجال الأمن، مطالبا بفرق خاصة لمراقبة البضاعة المعروضة في الطاولات. دعت إليها الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين: حملة وطنية لمقاطعة المفرقعات والألعاب النارية في مولد 2016 أطلقت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين حملة وطنية تدعو فيها المواطنين لمقاطعة شراء واستعمال الألعاب النارية، وذلك نظرا للأضرار الجسيمة التي تخلفها لدى مستعمليها والمواطنين الأبرياء، ويروّج للحملة بشعار "مولد نبوي 2016 بدون مفرقعات". وصفت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين المفرقعات بالخطر الكبير والذي يمكن أن يلحق أذى بأعضاء الجسم المختلفة كالعينين والأذن، وقد تؤدي لفقدان حاسة السمع نهائيا، الحروق الجسدية والحروق الكبيرة في المنازل، زيادة على ترويع المرضى وإخافتهم خاصة بالنسبة للمصابين بأمراض ضغط الدم.واستعانت الفيدرالية بصور لضحايا حقيقيين بأعضاء مبتورة وحروق بالغة لإبراز الخطر الكبير الذي تخلفه على مستعمليها. ودعا رئيس الفيدرالية زكي حريز وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى للانضمام إليهم في الحملة ومساعدتهم فيها في حملة مقاطعة شراء واستعمال الألعاب النارية، والتي تبنتها الفيدرالية هذه السنة وذلك بتخصيص دروس وخطب مسجدية لتوجيه الأولياء وتحذيرهم من مدى خطورتها وصد أبنائهم على اقتنائها وكذا التوقف عن التبذير وإهدار المال خصوصا وأن البلاد تمر بأزمة مالية، مطالبا الأئمة ورجال الدين بالترويج للاحتفال بمولد خير الأنام من خلال التعريف بسيرته العطرة وأخلاقه الكريمة.