زعيم الارسيدي يرفض فكرة جماعة مهني و يتمسك بوحدة الوطن قال سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية خلال المحاضرة التي ألقاها أمس أمام طلبة جامعة مولود معمري بتيزي وزو، إنه مستعد لإسقاط الحصانة البرلمانية والوقوف في جلسة محاكمة مفتوحة أمام الشعب الجزائري مع عائلة الراحل هواري بومدين، وهذا في معرض رده على الموضوع الذي نشرته "الشروق" أمس بخصوص الدعوى القضائية التي تعتزم عائلة الراحل بومدين رفعها ضده. * وجاءت هذه التطورات على خلفية كتاب سعدي الصادر مؤخرا بفرنسا والذي خصصه للعقيد الشهيد عميروش بعنوان "عميروش، حياة، ميتان ووصية"، والذي أشار فيه سعدي إلى ضلوع الرئيس الراحل هواري بومدين والعقيد بوصوف في مقتل العقيد عميروش من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي بمنطقة بوسعادة. * زعيم الآرسيدي جدد هجومه على الرئيس الراحل هواري بومدين، مدعيا أنه يملك وثائق وصفها بالرسمية تؤكد مسؤولية الراحل بومدين رفقة بوصوف في اغتيال العقيد عميروش عن طريق الوشاية حينما كان متجها إلى تونس من أجل حل جيش الحدود وإنهاء عمل فرع الاستخبارات الجزائرية آنذاك (المالغ). * وحمّل زعيم الآرسيدي الرجلين مسؤولية كل ما حدث للبلاد أثناء الثورة وبعد الاستقلال، مشيرا إلى أن العقيد عميروش كان ينفق أموالا طائلة من ميزانية المنطقة التاريخية الثالثة على الطلبة الجزائريين الذين كان يخرجهم من البلاد، وهذا من أجل تكوينهم في المدارس والمعاهد التونسية، في الوقت الذي كان فيه العقيد بوصوف يحوّلهم للنشاط في الاتصالات والعمل الاستخباراتي. * ولم تتوقف إساءات ومزاعم سعيد سعدي لرموز الثورة عند هذا الحد، بل اتهم الراحل بومدين كذلك بكسر صورة الثورة الجزائرية وإفشال التضامن الشعبي أثناء وبعد الاستقلال، وهذا حينما نصّب أحمد بن بلة رئيسا للبلاد وانقلب عليه بعد ثلاث سنوات وزجّ به في السجن لمدة 15 سنة. * وزعم سعدي أن ما قاله بومدين حول العقيد عميروش بعد الاستقلال ينطبق تماما مع ما كان المستعمر الفرنسي يقوله عنه أثناء الثورة، مؤكدا أن بومدين هو نفسه الذي كان يتميز "بالطباع العنيفة وقلة المعرفة"، واتهم المتحدث كلا من بومدين وبن بلة ب "تزوير تاريخ استقلال الجزائر"، وتحويله من 3 جويلية إلى 5 جويلية من خلال إخفاء كل الوثائق والمستندات التي تتحدث عن هذا التاريخ. * وطالت المحاكمة التاريخية التي أطلقها أمس سعيد سعدي رموزا تاريخية أخرى على غرار علي كافي وقال إنه »لم يكن حاضرا من في مؤتمر الصومام« وذلك لأن العقيد عميروش هو الذي منعه شخصيا من الدخول والمشاركة في المؤتمر. * كما رد سعدي على التصريحات التي أدلى بها وزير المجاهدين خلال الزيارة التي قادته مؤخرا لولاية بوسعادة، موضّحا أن العقيد عميروش لم تكن لديه وسائل اتصال لإرسال المعلومات، وأن ما تلقاه الجيش الفرنسي حول انتقال عميروش إلى تونس هي نفسها الرسالة التي حاول بوصوف تمريرها إلى الإخوة بتونس وهذا لكونه كان المسؤول الأول عن الاتصالات. * وفي الأخير، انتقد سعيد سعدي مشروع الحكم الذاتي الذي تدعو له جماعة مهني قائلا إنه حل غير مناسب للمنطقة بل يعزلها عن البلاد.