تشهد عاصمة المقاطعة الادارية تقرت اختناقا مروريا غير مسبوق على مستوى العديد من النقاط التي أصبحت سوداء، حيث تحولت الطرقات الرئيسية الى فوضى مرورية عارمة في العديد من الأوقات خاصة وأنها تزامنت مع العطلة الشتوية وموسم الأفراح ونهاية السنة الميلادية، وما زاد من تعقيدها الطرقات المغلقة على مستوى وسط المدينة. وإن تعددت أسباب الاختناق المروري على مستوى الطرقات الرئيسية، فإن العامل الرئيسي يشترك فيه المواطن المحلي، بالإضافة إلى مسؤولي قطاعي النقل والأشغال العمومية، فطرقات وسط المدينة تعرف العديد من الإهتراءات وأخرى مقطوعة بسبب بطء أشغال إعادة قنوات الصرف الصحي وتجديد الأرصفة مثل الورشات المفتوحة أمام الأروقة الجزائرية وأمام البريد المركزي، بالإضافة إلى الطريق الرئيسي بالزاوية العابدية ومخرج بلدية تبسبست على مسافة طويلة أثّر سلبيا على حركة السير بشكل كبير، خاصة وأن هذه الطرق تربط عدّة مرافق حيوية كالسوق اليومي والبنوك والبريد والمقاهي والمطاعم وتشكّل ضغطا على مخطط السيّر بطرقات ضيقة تشهد حركية تجارية كبيرة كطريق محلات بني ميزاب والطرقات المجاورة للسوق اليومي الذي تسكله الآلاف من السيارات وحافلات النقل العمومي، بالإضافة إلى الشاحنات التجارية، حيث أبدى مستعملي الطريق بوسط مدينة تقرت عن تذمرهم الكبير بالنظر للإهتراءات الكبيرة التي تلحق أضرار بليغة بالمركبات المختلفة، وتسبب في بطء كبير في الحركة المرورية، كما اشتكى مستعملو هذه الطريق وخاصة المركبات الثقيلة من ضيقه الذي يحدث في كثير من الأحيان احتكاكات ويؤدي إلى مناوشات. أما المواطن المحلي فيتحمل مسؤولية غلق الطرقات الرئيسية بسبب إقامة ولائم الأفراح وسط الطرقات مثلما يحدث ببلدية الزاوية العابدية والنزلة أمام صمت السلطات المسؤولة، ما شجع على انتشار هذه السلوكيات التي تدوم في كثير من الأحيان ثلاثة أيام متتالية، ما يحتّم على السائقين سلك طرقات ضيقة تشكل ضغطا وخطرا على السكان والمارة، كما أن عدد من السائقين يتعمدون الإخلال بإشارات وأضواء المرور ما يضاعفون من هذا الإشكال المروري. وأصبح إعادة تأطير وتنظيم الحركة المرورية ووضع حد لفوضى الطرقات بوسط المدينة مطلبا مستعجلا لأهل المنطقة لإعطاء صورة طيبة وواجهة جميلة للمقاطعة الإدارية تقرت أمام ضيوفها الذين يتوافدون بكثرة خلال العطلة الشتوية.