تشهد هذه الأيام محلات بيع المواد الغذائية بالتجزئة، والمراكز التجاريةتهافتا غير مسبوق من طرف المواطن الجزائري على بعض الحاجيات المهمة والمواد الكثيرة الاستهلاك،وتجسدت فكرة"العولة" للمواد الغذائية التي يتوقع ارتفاع أسعارها، وتخوفا من الإضراب المحتمل للتجار،حيث يذكرك المشهد بتلك الأيام من سنوات العشرية السوداء عندما خزن الجزائريون المواد الغذائيةتحسبا لتردي الأوضاع الأمنية!.. هلع أشبه بهاجس كبير اجتاح شريحة كبيرة من المواطنين، سببه التخوف من الإضراب والندرة والزيادة في الأسعار . وفي السياق توقع مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك،طوابير لا متناهية على محطات البنزين في اليومين الأخيرين،والمبرر حسبه عند هؤلاء المتهافتين على محطات البنزين زيادة سعر هذه المادة،ويرى أن الإقبال على تخزين المواد الغذائية أو ما يعرف ب"الريفيتايما" قبل حلول السنة الجديدة، سببه التخوف من تذبذب الأسعار والمضاربة بزيادة غير معقولة . وقال زبدي إن الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية،تشهد نقصا فادحا في السوق بعد تهافت المستهلكين على شراءها، وقيام بعض المستوردين والتجار بإخفائها للمضاربة فيها خلال 2017. ووصف رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك،المرحلة الأخيرة للسنة 2016 والأيام الأولى للسنة الجديدة،بفترة يسودها التخوف الشديد من المواطن والجشع الفادح من التاجر،مشيرا إلى أنها ستشهد اختلالا في العرض والطلب. وقال إن عدم الثقة في استقرار الأسعار من أكثر العوامل التي تغير سلوك المستهلك،وهو ما يخلق التخوف والهلع ويدفع لاقتناء منتوجات أكثر استهلاكا وأكثر توقعا لارتفاع أسعارها والمضاربة فيها. ومن جهته،نفى رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الجملة للمواد الغذائية، سعيد قبلي،مسؤولية أسواق الجملة في زيادة الأسعار،وقال إن الهاجس الذي يعيشه المستهلك الجزائري لا أساس له، لأن أهم المواد الغذائية والأكثر استهلاكا مكدسة عند تجار الجملة والذين قلص هامش الربح ل 3بالمائة حتى يتم تسويق هذه المواد. وطمأن قبلي المواطن الجزائري،بتوفر المواد الغذائية، داعيا إياهم لعدم المساهمة في تشجيع المضاربين من خلال سلوكات غير مطلوبة في الوقت الراهن. وأكد سعيد قبلي،أن تجار الجملة أصبحوا منبوذين من طرف الجزائريين، حيث تم تحميلهم مسؤولية رفع الأسعار، وأدى ذلك حتى للاعتداء عليهم،وفي ولاية تيزي وزو شكل أمس التجار جمعية عامة لمناقشة تسونامي الأسعار المتذبذبة والتي قد تؤدي لغضب شعبي يدفع ثمنه أشخاص غير مسؤولين على استنزاف جيوب الجزائريين.
وأثناء نزولنا إلى الأسواق والمحلات، أكد لنا الكثير من المواطنين أنهم متخوفون من مطلع السنة الجديدة، أين كثر الحديث عن الإضراب والندرة وارتفاع الأسعار، ما جعلهم يفضلون شراء ما يكفيهم من المواد الغذائية قبل ارتفاع أسعارها .