رافع والي المقاطعة الإدارية لجانت، منذ يوم تنصيبه على رأس المقاطعة الإدارية قبل قرابة نحو شهرين، لصالح العمل على ترقية وإعادة الزخم السياحي لمنطقة الطاسيلي، التي تعتبر منطقة ومقصدا سياحيا هاما بالجنوب. اعتبر المسؤول التنفيذي الأول بالمقاطعة الإدارية بجانت، أن الترويج وعدد من الإجراءات الاخرى كفيلة بإعادة أمجاد السياحة لمنطقة الطاسيلي، والتي فقدتها، بسبب الأوضاع الأمنية التي عرفتها الجزائر، في سنوات التسعينيات، والتي أثرت على صورة الوجهة، رغم التأثيرات المحدودة للمشاكل الأمنية التي سجلت بالمنطقة، حيث كان ذلك كافيا لإدراج الطاسيلي ضمن "المناطق الحمراء" في الخريطة، من طرف بعض الدول الأوربية على غرار فرنسا وألمانيا، وأوضح الوالي المنتدب، محمد السعيد بن قامو، في تصريح إعلامي مؤخرا، أن جانت تمتلك مؤهلات سياحية كبيرة، معتبرا أن مهمته في الوقت الراهن، ومع بداية السنة الجارية، هو العمل على توفير عدة تسهيلات في مجال تجسيد المشاريع السياحية لاستقطاب المستثمرين الذين تنتظر المنطقة قدومهم، حيث تسجل مدينة جانت، نقصا في هياكل الاستقبال والفنادق خلال بلوغ النشاط السياحي ذروته مع الأيام الأخيرة من كل عام. بينما اعتبر المسؤول الأول بالولاية المنتدبة جانت، على أن ملفات أخرى يتوجب التكفل بها، لتحسين وجلب السياح، خاصة الأجانب، ومن بينها، حل مشكل الحصول على التأشيرة بالنسبة للسياح الأجانب خاصة القادمين من الدول الأوربية، حيث تسعى في الوقت الحالي مديرية السياحة بولاية إيليزي، رفقة الدائرة الوزارية المعنية، في حلحلة هذا الملف، وفق تصريح وزير السياحة في آخر زيارة له إلى مدينة جانت قبل أسابيع والذي كشف عن وجود مساع لتسهيل الحصول على التأشيرة، وتقصير مساراتها الإجرائية مع وزارة الشؤون الخارجية. من جهة ثانية اعتبر والي جانت المنتدب، أن جملة معوقات توافد السياح للمنطقة، يكمن في غلاء تذاكر السفر للسياح القادمين من شتى ولايات الوطن، والراغبين في زيارة المنطقة، حيث كانت هذه القضية ولا تزال مشكلا حتى بالنسبة للراغبين في برمجة جولات سياحة نحو الطاسيلي، خاصة إذا تعلق الأمر بالعائلات، في وقت يظل مجهود تقليص سعر التذاكر بالنسبة للوفود التي قدر عددها بعشرة أفراد من تخفيض بنسبة 50 من المائة من سعر التذكرة، ساري المفعول في حال انتظامهم في جولات سياحية منظمة من طرف وكالات سياحية معتمدة، غير أن ما يعيق تنفيذ هذا الإجراء هو إمكانية توفر وفود بهذا العدد، ممن يرغب في زيارة المنطقة دفعة واحدة، حيث يفضل الكثيرون التجوال عائليا أو بمفردهم، أو بأعداد أقل من ذلك بكثير. وكانت مدينة جانت، قد اختتم بها قبل يومين، مهرجان الجزائر في أحضان صحرائها، والذي أشرفت وزارة الشباب والرياضة على تنظيمه، وهي المناسبة التي أعطت للمسؤولين المحليين، وعلى رأسهم الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية، الذي يعتبر وافدا جديدا عليها، بعض التصوّرات حول إدارة وتنظيم الجولات السياحية المبرمجة، بينما كشف المهرجان، الذي أخذ طابعا سياحيا في عديد محطاته، عن النقائص التي تعيق تنظيم السياحة وتطوّرها وزيادة رقم أعمال المتعاملين فيها، وعلى رأسها مشكل نقص مرافق الاستقبال، ومشكل نظافة المدينة، وضعف الترويج السياحي عبر الوطن والعالم، وملفات أخرى على غرار ملفات تصنيف القصور القديمة بالمدينة، التي تبقى تسير وتتم المحافظة عليها بشكل تطوّعي من طرف جمعيات مكوّنة من شباب المدينة، وكلها خطوط عريضة رُسمت لتكون تحدي المسؤول الأول على جانت في 2017، وإعادة القطاع السياحي لأمجاده القديمة.