يبدو أن حمى التشريعيات والوصول إلى قبة زيغود يوسف البرلمان، بلغت مداها بداية هذا الأسبوع بعاصمة الواحات ورقلة، حيث اتضحت الرؤية للكثير من الأحزاب التي اختارت فرسانها، في حين ما زالت أخرى تنتظر ما تسفر عنه الأيام القادمة. المفاجأة الكبيرة التي حدثت هذا الأحد، هي اختيار رجل الأعمال المعروف "بلخير بيات" الذي سحب استمارة الترشيح في الحزب العتيد، وقراره دخول معترك الانتخابات لأول مرة على رأس "الآفلان" بورقلة، يعد أحد المفاجآت ومن العيار الثقيل بهذه الولاية الجنوبية، فيما اختار غريمه السياسي التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي"، رجال الأعمال المعروف "مبروك طرفاوي"، في إشارة واضحة لاعتماد هذين الحزبين على أصحاب المال والأعمال، رغم إشارة رئيسي حزبي الأفلان والأرندي في عديد المرات إلى الاعتماد على أبناء الحزب لكل منهما، فالمرشح الأول معروف أنه أحد المناضلين في صفوف الحزب منذ سنوات، أما الثاني فلا علاقة له بالسياسة. المرشحان الحاليان في وضع لا يحسدان عليه، وأشعل وضعهما فتيل السباق لدخول قصر المرادية، خصوصا أن الكثير من متابعي الشأن السياسي بورقلة عموما، كانوا ينتظرون مرشحين من المناضلين القدامى في الحزبين المذكورين ليكونوا على رأس قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالولاية. ومعلوم أن حركة حمس اختارت "زروقي محمد" ليكون على رأس قائمتها بورقلة، بعد أن رمي المنشفة من حزب تجمع أمل الجزائر المعروف "تاج". وفي السياق ذاته، أعلن كل من النائبين "محمد الداوي"، ترشحيه للمرة الثالثة على التوالي ضمن حزب الكرامة بولاية ورقلة، فيما اختار النائب "محمد الحبيب قريشي" دخوله غمار المنافسة ضمن حزب "الجبهة الجزائرية للعدالة الاجتماعية"، بينما النائب البرلماني "محمد مسعودي " في حزب الفجر الجديد. وحسب مصادر مطلعة فإن حزب "تاج" بورقلة اختار رجل الأعمال "حجاج الطيب" ليكون مرشحه لتشريعيات شهر ماي القادم، أما حزب العدل والبيان فاختار ابن منطقة انقوسة "كحلول محمد حفيان"، فيما اختارت حركة الشبيبة والديمقراطية إطارا بمديرية الصحة بحاسي مسعود "جمال بن ساسي". وفضلت أحزاب أخرى كحزب "جبهة المستقبل" وحسب مصادر مطلعة عدم المغامرة بسبب عدم اتضاح الرؤية، وفضلت التريث قليلا لخوض غمار الاستحقاقات، كذلك الأمر بالنسبة لحزب "لويزة حنون" والعديد من الأحزاب. ومعروف أن حزب الجبهة الوطنية الجزائرية "الأفانا" وحسب أمينها الولائي "سعيد خضران" فإن الأمور لم تتضح بعد، رغم بروز اسم "عبد الباري بن مير" في البداية، لكن الترتيبات الحقيقية واختيار ممثل الحزب لم يفصل فيها لحد الساعة، وظهور أسماء جديدة على غرار رجل أعمال من بلدية الطيبات، خلط جميع الأوراق والحسابات وفتح الباب على مصراعيها، لتبقى الأيام القادمة كفيلة باتضاح المرشحين الحقيقيين. ويبقى أمل سكان ولاية ورقلة في ممثلين يرفعون صوت مواطنيها، ونفض الغبار على عجلة التنمية بهذه الولاية البترولية. ومن خلال قراءة المشهد السياسي، يتضح أن الأسماء المرشحة غير مقنعة وتم اختيارها على منطق العروشية وعصب المال الذي بات يتحكم في زمام السياسة، فالحملة الانتخابية والمحيط يفرضان ذلك.