في العديد من الأحيان أحاول أتجنب الكلام عن منطقة القبائل بحكم انتمائي لهذه المنطقة "الأسطورية" من تاريخ الجزائر، أو على الأقل إنتمائي لعائلة صناعة أمجاد هذه المنطقة. ويبدو أن الأحداث المتعاقبة بمد وجزر... ومحاولة استفزاز المنطقة من طرف العديد من الأطراف، تدفعني للإعلان على الأقل عن موقفي الشخصي، عادة ما يكون هذا الاستفزاز باستعمال أساليب شتى سواء بتشوية رموزها، أو الادعاء بانفصال المنطقة عن الجزائر. ومن "البدع" الاستفزازية التي لا يمكن لعاقل اتباعها، من طرف المغني الذي ترك الغناء لعدم شعبيته، يحاول هذه المرة أن يغني على وتر جد حساس، قد يثير ردة فعل معاكسة للرياح، على شاكلة أمنية إبليس بدخول الجنة!!...، فلتّنفق مبدائيا على منطلقات، التي تعتبر من الثوابت في تلك المنطقة، وإنني في هذا المقام لست بالناطق الرسمي للمنطقة، ولكن بحكم معايشتي ومعاينتي وسماعي للعديد من الآراء المحلية وغير المستوردة أو المعلبة يمكن الاستنتاج بعض "المحرمات"... فمنطقة القبائل هي القلب النابض للجزائر، بدونها لا تكون الجزائر، والجزائر لا يمكن أن تستغني عنها أبدا، فيحاول البعض من وراء البحار أن يجعل المنطقة على شاكلة »مسمار جحا«..!! من خلاله يحاول الابتزاز الدائم، وتلك أمنية إبليس لدخول الجنة!!... أو خلق معادلة في إطار التوازنات الإقليمية بقياسات على الفارق!!... وقفزا على الحقائق. فمنطقة القبائل أو "الزواوة"، كانت وستبقى منارة "للإسلام" فأرضها بكر أنجبت العديد من العلماء، وقد لا أعددهم حتى لا أنسى أحدا، وعليه كل الحملات "التبشيرية" أو "التنصيرية" لن تجدي شيئا أمام فطرة "القبائلي". فالادعاء بوجود إقلية مسيحية، هو إجحاف على الواقع، وادعاء لا يصدقه إلا من يعمل في محاولة تصديق غير المصدق، وإقناع نفسه بمسلمات بعيدا عن الواقع، وتلك أمنية أخرى لإبليس بدخول الجنة!!... وإنني لن أقول إن المنطقة أخذت حقها من الجزائر المستقلة، بل الكثير ثم الكثير يجب العمل به تجاه المنطقة.. وذلك الخدلان لن يكون "مبررا" للادعاء بالانفصال أو قيام حكومة قبائلية مشبوهة من عاصمة تكن الجفاء الدفين للجزائر، وبتمويل مشبوه وبرنامج مبتور عن واقع المنطقة... فمنطقة القبائل، حاضنة بيان "نوفمبر"، ومؤتمر الصومام، قد تدرك وقائع اللعبة وقواعدها، فلعبة الشطرنج الذي يحاول العديد فرضه "بأجندات" وبرامج أقل مايقال عنها إنها بعيدة عن تاريخ وآمال المنطقة، وتأملات أهالها. وتارةً يحاول البعض "ترجمة" بعض المطالب الثقافية منها، أو السياسية، إلى مطامع شخصية، فيحاول أن يدخل من "النافذة" بعدما تم رفض دخوله من الباب!!! سواء من خلال الانتخابات، أو بعض لجان الاحياء!!... وكذلك الدخول من "النوافذ" بدلاً من "الأبواب" هي أمنية إبليس لدخول الجنة!!!... فيمكن أن تقتل ديكاً المنبه على طلوع الفجر ولكن ذلك لا يمنع من بزوغ الفجر.. "والفاهم يفهم"، فالعديد منهم "يعيش" بفلسفة الأبوة أو الوصاية على المنطقة، وكأنه لم "يفقه" أن أهل المنطقة يميّزون بين الطيب والخبيث، بين الخيط الأبيض والأسود، فوسوسات "إبليس" قد لا ترتقي لمسلمات، بقدر ما تؤكد قناعات، وهي استحالة دخول "إبليس" الجنة، ولو أوهم الآخرين ببعض "الافتراءات" وأن طريقه هي "الخلاص" نحو الجنة!!... وإنني أعترف بكتابة هذا المقال بعاطفة، وذلك بقدر ما كان "الاستفزاز" أو "الاستبزاز" قويا، أتمنى وإن شاء الله لن تكون أمنياتي، أمنية إبليس من الأحزاب المتجذرة بالمنطقة، أن تأخذ موقفاً قويا وحازما، بعيدا عن لعبة "الدومينو" أو "الشطرنج" على نهج سي عميرات، القائل إن الجزائر أولا وأبدا، أو أنه إذا خيّر بين الديقراطية والجزائر سيختار الجزائر لا محالة وبدون نقاش. كما نتمنى أن لا تكون هذه "القضية" نموذجا لمزايدات ولتصفية الحسابات بين مختلف الاجنحة، أو اللعب على الحبال، سواء في السلطة أو من بعض الأحزاب والجمعيات!!... وأخيرا... يبدو أن أمنية إبليس في دخول الجنة، أمنية تغذيها العديد من الاطراف، سواء عن قصد، أو بتوظيف غفلة بعض الصالحين، بمخططات متعددة الأوجه، سواء بتفريغ بعض الرموز، أو بتشويه تاريخ المنطقة، أو بالحملات التبشيرية والتنصيرية، أو بخلق منطقة مضطربة أمنيا تسودها قلاقل مستمرة، أو بإدخال المنطقة في حروب "وهمية"، فوسوسات "الشيطان" عديدة ومتنوعة، لذلك الحذر ثم الحذر... من اللعب بالنار، فقد ينقلب السحر على الساحر، بحرق صاحب اللعبة، أو أحد أطرافها، وأحيانا الحريق قد يصل إلى البيت لا قدر الله، ولعنة الله على من أيقظ الفتنة!!...