لجأت شبكات سرقة الكوابل في عملياتها الإجرامية إلى طريقة جديدة تجعلها تمارس نشاطها دون أن تلفت انتباه مصالح الأمن أو حتى السكان الذين يقطنون بالمنطقة حيث لجأت إلى استعمال كاتم الصوت الذي يوضع على مستوى اسطوانة الإنفلات للمركبة للحد من ضجيج المحرك أثناء عملية سحب الكابل على بعد أعماق من الأرض. وفي هذا السياق كشف الرائد عليوط الزاهي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بمعسكر أن مصالحه وضعت أول أمس حدا لشبكة مختصة في سرقة الكوابل الهاتفية متكونة من 4 أشخاص، حيث حاولوا نهب عشرات الأمتار من الكوابل على مستوى منطقة حسين والقيطنة، وتمكنت من توقيف العناصر الأربعة متلبسين بعد ورودها معلومات تفيد بتورط المعنيين في تخريب الكوابل بذات المنطقة وتوجيهها إلى مافيا التهريب على مستوى ولايات الغرب الجزائري، حيث ضبط المعنيون الذين تفننوا في أسلوب السرقة، وأمنوا جميع الوسائل التي تسهل عليهم طرق قطع الكوابل، بعدما خربوا 600 منها وكانوا بصدد نقلها على متن سيارة تحمل ترقيم تلمسان قبل أن يفاجؤوا برجال الدرك الذين أوقفوهم متلبسين. ويضيف الرائد أنه تم حجز أدوات السارقين، مؤكدا أن الشبكة التي تعمل لحساب بارونات ومافيا التهريب قد تفننت في وسائلها المتبعة لسرقة الكوابل، وهي تختار المناطق النائية لتنفيذ جريمتها في حق المواطنين الذين يستيقظون على خبر حرمانهم من الهاتف الثابت، في حين تسارع اتصالات الجزائر إلى رفع شكاويها ضد هؤلاء، مؤكدا أن أغلب مرتكبيها بطالين يتعرضون للاستغلال من رؤوس التهريب التي تحرص على تجنيد العاطلين عن العمل وتؤمن لهم جميع الوسائل التي تساعدهم على تنفيذ جريمتهم. وفي هذا الإطار سجلت مصالح الدرك خلال الأربع أشهر الأخيرة قضيتين اثنتين ضد مجهول سرق 600 متر من الكوابل بالاعتماد على فتح الغرف الأرضية للكوابل وقطعها على طول خط مسارها الذي يتجاوز الكيلوميترات ثم سحبها بقوة بواسطة السيارات. للإشارة فإن الظاهرة زادت انتشارا في الفترة الأخيرة بشكل ملفت خاصة بالغرب الجزائري، وأخذت أبعادا خطيرة استدعى معها دق ناقوس الخطر والعمل على محاربتها والإطاحة برؤوسها بعدما تحولت إلى جريمة منظمة تديرها بارونات دولية جعلتها في خانة المحظورات.