يقوم وزير الداخلية الفرنسي، برونو لورو، الثلاثاء، بزيارة إلى الجزائر، بدعوة من وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، يبحث خلالها التعاون الأمني الثنائي ومكافحة التطرف. وذكر بيان للسفارة الفرنسية بالجزائر، أن برونو لورو سيُستقبل من طرف الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، حول وضع الجالية الجزائرية في فرنسا. وتعد زيارة برونو لورو، الأولى من نوعها منذ توليه منصب وزير الداخلية الفرنسي، حيث ستشهد الزيارة تعاون بين بلدين في مجال الأمن الداخلي والحماية المدنية والإقليمية والحكم الإداري. وأشارت السفارة إلى أن زيارة لورو للجزائر، تأتي بعد أربعة أشهر من زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي لفرنسا. ولفتت إلى أن هذه الزيارة ستسهم في إعادة كثافة الروابط بين الجزائروفرنسا خاصة في مجال التعاون الأمني الداخلي والدفاع المدني وحوكمة الإقليم والإدارة. ومن المقرر أن يحضر لورو، إطلاق مشروع توأمة أوروبي لدعم تعزيز قدرات مصالح جهاز الحماية المدنية، الذي اسند لفرنسا واسبانيا. وتسعى باريس إلى ترميم شروخات طالت علاقاتها مع الجزائر خلال الفترة الأخيرة، خصوصا مع الحرج الذي سببه لها المرشح "الشاب" للرئاسيات مانويل ماكرون، الذي طالب فيها فرنسا بالإعتراف بجرائمها الإستعمارية في الجزائر، وهم ما لم تستسغه الإدارة الفرنسية. ووافقت الجزائر، قبل أسابيع على تعيين غزافيي دريونكور سفيرا مفوضا فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وكان غزافيي دريونكور قد شغل منصب سفير بالجزائر خلال الفترة الممتدة ما بين 2007 و2012، قبل أن يتم تعيينه مفتشا عاما بوزارة الخارجية الفرنسية، إلى غاية إعادة تعينه كرئيس للدبلوماسية الفرنسية بالجزائر. ومن شأن زيارة وزير الداخلية الفرنسي للجزائر دعم سفير بلاده في معالجة العديد من الملفات منها مواصلة تطوير العلاقات الجزائرية الفرنسية التي عرفت نقلة نوعية منذ زيارة الرئيس المنتهية ولايته فراسنوا هولاند الى الجزائر في 2012، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى منها الأمنية باعتبار أن الجزائروفرنسا من أكبر الخطوط التي تعرف حركية كثيفة في عدد المسافرين سواء تعلق الأمر بالجزائريين أو الفرنسيين أو الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، وقد أكد في تصريح عقب لقاء مع مرشح انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون، مؤخرا، أن الخبرة التي تتمتع بها الجزائر في مجال مكافحة التطرف هي ايجابية ويمكن أن تساعد أوروبا عموما وفرنسا على وجه الخصوص في مجال مكافحة هذه الظاهرة. وأضاف "نرغب في فرنسا في بناء علاقة هادئة وجديدة في القرن ال 21 بين الجمهورية الفرنسية والإسلام من خلال محاربة جميع الأحكام المسبقة والخلط، وفي الوقت ذاته أن نجعل من ذلك مطلبا مشتركا وهو مطلب مهم بالنظر للوجود القوي للجزائريين بفرنسا".