تشهد أغلب الأحزاب السياسة بورقلة، حالة من التشتت والتناطح بعد بروز قوائم شكلت انتقادات لاذعة، بين المناضلين الذين قضوا ريعان شبابهم في أحزاب اكتشفوا أنها "للبيع"، وهو ما خلف فوضى وضربا تحت الحزام، بينما تكونت جبهات عدة مضادة من داخل نفس الأحزاب، خاصة الأفلان والأرندي والكرامة وحمس وغيرها. حالة التململ الحاصلة، لم تجمع المناضلين على طاولة واحدة، في حين ظلت محافظة الأفلان وسط ورقلة شبه مهجورة، بسبب مقاطعة عديد المناضلين لها عكس الأيام الماضية، قبيل ترقب الإعلان عن قائمة المترشحين، ونفس الشأن بخصوص الأرندي، والكرامة وحمس التي بقيت بدون نشاط يذكر نظرا للصدمة التي أصابت هؤلاء المناضلين الذين عكفوا السنوات الماضية على ملء القاعات وحضور التجمعات الشعبية لرؤساء الأحزاب عن كثب، وهي الأعمال التي أضحت سرابا، بسبب ما وصفه هؤلاء المناضلين بالخيانة وترشيح أحزابهم لأشخاص "مكانهم المتحف"، على حد تعبير المناضلين. وتعرف الساحة السياسية حالة رتابة ونمطية مقيتة وغير معهودة عكس السنوات السابقة، فضلا عن فقدان الثقة في المترشحين ومن أعادهم مجددا إلى الواجهة. وتظل الحسابات السابقة في ممارسة اللعبة ضيقة ومحدودة وغير محسومة، مما أعطى الضوء الأخضر لأحزاب مجهرية تبحث عن الضربة القاضية من خلال البحث عن أصوات الأغلبية الصامتة وأصوات العروش والقرابة لمواجهة أحزاب كبرى تعتقد هذه الأخيرة أنها ستظفر ولو بمقعد يعتبر مضمونا والاعتماد على إستراتيجية قديمة قد تسقط في الماء، كون التصدع أضحى واضحا داخل الأحزاب التي فقدت معنى النضال السياسي الحقيقي. ورغم أن موعد الحملة الانتخابية لم يحن بعد، إلا أن كل المؤشرات توحي أنها ستكون سلبية وباردة وغير مجدية، بعد فقدان الثقة وتحول كل شيء للبيع داخل أحزاب تدعي أنها كبيرة، غير أنها تحولت إلى حلبات ملاكمة صغيرة، ناهيك عن التلاسن بين المناضلين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع والمقاهي، والسبب هو اختيار ممثلين على رؤوسهم الطير. يذكر أن بعض الأحزاب الصغيرة تحولت إلى النشاط الخيري في خطوة لجلب عدد معتبر من الأصوات التي لا تعرف عن التشريعات سوى الاسم فقط.