أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين، أن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون لديه رغبة في إعادة بعث العلاقات مع الجزائر التي شهدت توترا خلال السنوات الأخيرة ب"حزم". وأكد لودريان لدى وصوله الجزائر في زيارة ليومين أن زيارته تهدف للتحضير لتنقل مرتقب لخليفة فرانسوا هولاند والمقرر خلال أسابيع حسب بيان لرئاسة الجمهورية . ووفق وزير الخارجية الفرنسي "سنتطرق إلى العلاقات الثنائية والمواضيع الاقتصادية، إضافة إلى الملفات الثقافية والتربوية المهمة من أجل تعميق العلاقة التاريخية والودية التي يرغب الرئيس ماكرون في إعادة بعثها بكثير من الحزم". وتفادى رئيس دبلوماسي باريس الحديث عن تقديم تفاصيل أخرى، حول الخطوات التي ينوي ماكرون القيام بها لتجاوز حالة البرودة التي تعيشها العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة من فترة حكم سلفه فرانسوا هولاند. وظلت الملفات التي لها بالحقبة الاستعمارية بمثابة مصدر للتوتر المتواصل الذي تشهده العلاقات بين الجزائر وفرنسا، على غرار رفض باريس الاعتراف بجرائمها وقضية جماجم قادة المقاومة المحتجزة التي انفجرت قبل أشهر. وتنتقد السلطات باستمرار السياسة الاقتصادية الفرنسية تجاه الجزائر التي تقتصر على الجانب التجاري دون تسجيل تقدم في المشاريع الاستثمارية في إطار قاعدة رابح/ رابح، حيث يراوح مشروع تركيب السيارات لشركة "بيجو" مكانه بسبب ما وصف بالشروط الفرنسية التعجيزية لإطلاقه. ورغم أن ماكرون أبدى موقفا متقدما من الملف التاريخي عندما وصف الاستعمار "بالجريمة ضد الإنسانية"، خلال حملته الانتخابية، إلا أن مراقبين يرون في تجسيد رؤيته بالذهاب لاعتذار رسمي مسألة صعبة التحقيق خاصة في بداية حكمه، كونه يقدم نفسه كسياسي يجمع بين مختلف أطياف المجتمع الفرنسي ولن يكون من السهل المغامرة بفتح جبهات مع اليمين واليمين المتطرف بشان هذه المسالة.