قال مسؤولون بالأممالمتحدة، الثلاثاء، إن ملايين اليمنيين معرضون للمجاعة، وإن المنظمة تسابق الزمن حتى لا يصل اليمن إلى تلك المرحلة. جاء ذلك في تصريحات لمسؤولين في برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة “يونيسف”، ومكتب تنسيق الجهود الإنسانية التابع للأمم المتحدة، لوكالة الأناضول للأنباء. وفي إفادة أمام مجلس الأمن الدولي، قبل أقل من أسبوعين، كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أن 17 مليوناً من إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 28.2 ملايين، يعانون نقصاً في الغذاء، بينهم 6.8 ملايين على حافة المجاعة. وعلقت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي بتينا لوشر على ذلك، قائلة إن “ثلث سكان اليمن يعيشون أيامهم دون أن يعرفوا مصدر وجبة طعامهم المقبلة”. وتابعت: “نحن نتسابق مع الزمن من أجل منع المجاعة في اليمن”. واستطردت: “لمنع وقوع أزمة المجاعة هناك حاجة إلى تمويل بقيمة 468 مليون دولار على الأقل خلال الفترة ما بين جوان الجاري، ونوفمبر المقبل”. في الصدد ذاته، وصف المتحدث باسم مكتب تنسيق الجهود الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يانس لاركي، اقتراب اليمن من شبح المجاعة بأنه “ناتج عن فعل الإنسان”، في إشارة إلى الحرب السعودية على اليمن منذ 26 مارس 2015 إلى الآن وكذا حصارها البري والبحري والجوي لهذا البلد. وقال لاركي: “لولا الاشتباكات لكان بالإمكان منع المجاعة في اليمن بشكل نهائي”. وبيّن أن “الأممالمتحدة طلبت في إطار خطة المساعدة الإنسانية لليمن لعام 2017، مبلغا قدره 2.1 مليار دولار، لكن لم نوفر منه حتى اليوم إلا 28.5% فقط”. ويوم الجمعة الماضي، أطلقت الأممالمتحدة نداءها الإنساني إلى المجتمع الدولي للمسارعة بتقديم 2.1 مليار دولار لتغطية تكاليف أنشطتها الإنسانية في اليمن. من جهته، قال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيك، إن “وباء الكوليرا يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، بنسبة 46%، في حين يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً بنسبة 33%”. وأوضح “أن النظام الصحي في البلاد دُمِّر بشكل كامل تقريباً، بسبب الاشتباكات العنيفة الدائرة في اليمن منذ عامين”. أما الناطق باسم اليونيسيف “كريستوف بوليراك”، فقال إن “7.3 ملايين طفل هم خارج المنظومة التعليمية في اليمن، وإن مليوني طفل لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس، منهم 350 ألف جراء الاشتباكات”. وبيّن أن “1600 مدرسة في اليمن لا يتم استخدامُها للتعليم، و248 مدرسة دُمِّرت بالكامل جرَّاء الغارات الجوية، و1164 مدرسة تضرّرت بشكل جزئي، في حين تحتلّ الجماعات المسلحة 23 مدرسة”. وبدأ تفشي “الكوليرا” في أكتوبر 2016 وتزايد حتى ديسمبر من نفس العام، ثم تراجع لكن دون السيطرة الكاملة عليه. وعادت حالات الإصابة إلى الظهور مجددا بشكل واضح في أفريل الماضي. والمحافظات الأكثر تضررا من هذا الوباء هي العاصمة صنعاء وحجة وعمران والحديدة.