هاجمت القوات الحكومية العراقية المعقل المتبقي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المدينة القديمة في الموصل، الجمعة، بعد يوم من الإعلان الرسمي لنهاية "دولة الخلافة" التي أعلنها المتشددون والسيطرة على المسجد التاريخي الذي اعتبر رمزاً لنفوذ التنظيم. وفر عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم بينما عانوا من العطش والتعب. وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة، إن المعارك القادمة ستكون صعبة لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت. وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية. وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب، إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه نحو 200 مقاتل سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أيام من القتال. وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان وقال "السيطرة عليها معناها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة". وقال بعض من استطاعوا الهرب، إن الموقع الذي يسيطر عليه المتشددون عرضه عدة مئات من الأمتار وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة فلا يتوفر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية. وتدفق من فروا، الجمعة، عبر الأزقة قرب جامع النوري الكبير الذي فجره مقاتلو "داعش" قبل أسبوع. وتصاعدت سحب الدخان فوق المناطق المطلة على النهر وسط دوي المدفعية والرصاص. وقال السعدي، إن قوات غربية من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة تساعد في تنسيق استخدام نيران المدفعية مع المراقبة الجوية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، نهاية دولة الخلافة التي أعلنها "داعش" ووصفها بأنها "دويلة الباطل". وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد أعلن من على منبر جامع النوري الكبير قيام دولة الخلافة في أجزاء من سورياوالعراق قبل ثلاث سنوات. وفضل المتشددون تفجيره على أن تنزل راية التنظيم المتشدد من على مئذنته الحدباء التي كانت ترفرف فوقها منذ جوان 2014. حرب ضارية تحقق انتصار القوات العراقية الرمزي بعد حرب ضارية استمرت لأكثر من ثمانية أشهر وتقول منظمات إغاثة إنها أدت إلى نزوح 900 ألف شخص. ويقدم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة دعماً جوياً وبرياً للحملة التي تشارك فيها أيضاً وحدات من الجيش والشرطة الاتحادية تهاجم المدينة من جهات مختلفة. وسيمثل سقوط الموصل نهاية النصف الواقع في العراق مما تسمى دولة الخلافة وإن كان التنظيم لا يزال مسيطراً على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة ويعيش تحت حكمه مئات الآلاف. ومدينة الرقة معقله في سوريا محاصرة أيضاً. وكانت الخطبة التي ألقاها البغدادي من جامع النوري الكبير في 4 جويلية 2014 المرة الأولى والأخيرة التي يكشف فيها عن نفسه للعالم. وقالت مصادر عسكرية أمريكية وعراقية، إنه ترك القتال في الموصل لقادة محليين ويعتقد أنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين العراقوسوريا. وذكرت مصادر بالمخابرات الأمريكية الأسبوع الماضي، أن التنظيم نقل ما تبقى من هياكل القيادة والسيطرة إلى منطقة الميادين في شرق سوريا دون الإشارة إلى ما إذا كان البغدادي يختبئ أيضاً في نفس المنطقة. وأفادت تقارير متكررة بمقتل أو إصابة زعيم "داعش". وقالت روسيا في 17 جوان إنها ربما تكون قتلته في ضربة جوية في سوريا. لكن واشنطن تقول إنها ليس لديها معلومات تؤيد هذه الأنباء كما عبر مسؤولون عراقيون عن تشككهم. * * * * * * * * * *