توقع الخبير المالي والاقتصادي عبد الرحمان بن خالفة، استقرارا قريبا للدينار الجزائري في السوق السوداء بالسكوار، وهذا بعد أن عرف تذبذبا في الأسابيع الماضية، مضيفا أن التغيرات التي تشهدها السوق الموازية مؤخرا ظرفية ولا يمكن قياسها إلا في مرحلة معينة قائلا: "معرفة ارتفاع وتراجع قيمة العملة يكون فوق 6 أشهر وهذا ما هو متعامل به دوليا". وقال بن خالفة، إن انخفاض الدينار الجزائري مقابل ارتفاع قيمة الأورو والدولار في الأسواق العالمية لا يعني مطلقا أن الاقتصاد الجزائري مريض كما لا يمكن ربطه في حال الارتفاع بالانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البلاد، مصرحا "ارتفاع قيمة الدينار تحدد بمدى حركية السوق والتنافسية الاقتصادية وزيادة تدفق السياح على الجزائر وهي كلها عوامل من شأنها تقوية قيمة الدينار"، مشيرا إلى أن هذه السوق يتحكم فيها العرض والطلب، وأنه كلما ازداد الطلب تزامنا مع مواسم العمرة والحج والعطل الصيفية، إلا ويشهد الدينار الجزائري انخفاضا جديدا في قيمته أمام العملتين الأكثر طلبا وهما الأورو والدولار. وأضاف المتحدث في تصريح ل"لشروق" إن الدينار الجزائري ليس الوحيد الذي يشهد انخفاضا وتذبذبا، بل حتى العملتان العالميتان الأورو والدولار يشهدنا تراجعا وانخفاضا، مضيفا: "هناك العديد من المعايير التي من شأنها أن تحدد استقرار العملات في العالم.. لذا فالانخفاض الذي يشهده سعر الدينار هذه الأيام هو ظرفي يتغير حسب العرض والطلب وإقبال الجزائريين على تحويل العملة". ومعلوم أن سعر صرف الأورو بالسوق السوداء بالسكوار تجاوز، أمس، كافة الأرقام القياسية، وبلغ لأول مرة منذ أشهر 194 دينار في حين أرجع صرافو ساحة بور سعيد بالعاصمة سبب هذا الارتفاع إلى موسم الاصطياف وتوجه عدد كبير من الجزائريين إلى قضاء العطلة في الخارج رغم الضائقة الاقتصادية واستمرار أزمة النفط.
ورغم أن خبراء الاقتصاد يرفضون الربط بين ارتفاع سعر الأورو والدولار بالسوق الموازية، ومؤشرات الاقتصاد العالمي، بحكم أن العامل الوحيد الذي يتحكم في بورصة السكوار، هو العرض والطلب، إلا أن عددا كبيرا منهم أكدوا أن ارتفاع الأورو أمام الدولار الأمريكي، ساهم في رفع قيمة العملة الأوروبية بالسوق الموازية، في حين يؤكد صرافو السوق الموازية بالسكوار، أن سبب ارتفاع قيمة الأورو وانهيار الدينار الجزائري يعود إلى ارتفاع نسبة الطلب الناتجة عن اقتراب موعد الحج، والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى شهرين، فضلا عن موسم الاصطياف وتوجه عدد كبير من الجزائريين إلى قضاء العطلة في الخارج.