أوضح الدكتور نجيب دركي طبيب متخصص في الجراحة ومدير عيادة الرمال الطبية الخاصة بولاية الوادي، أنه مستعد وطاقمه الطبي التبرع لإجراء عمليات جراحية مجانية معقدة لمرضى السرطان بالجنوب عموما، وولاية الوادي خصوصا، إذا ما تم فتح مركز مكافحة السرطان بنفس الولاية، وأبدى ذات المسؤول الذي تحصل على المرتبة الأولى وطنيا كأحسن طبيب جراح بتصنيف من الوزارة الوصية، استعداده للعمل مجانا في حال موافقة السلطات على ذلك. كشف محدثنا أن مرضى الجنوب يعانون كثيرا من مشقة السفر إلى تونس ومناطق أخرى في شمال البلاد، كما أنه غالبا ما تضرب لهم المستشفيات مواعيد طويلة الأمد وقد يمتون قبل إجراء العمليات الجراحية المتعلقة بمرضى السرطان خصوصا، ناهيك عن الظروف المادية المزرية للعديد من العائلات بسبب فاتورة العلاج المكلفة ومصاريف السفر المنهكة، لذلك قررت يقول محدثنا إبداء رغبتي العمل بصفة مجانية وإجراء عمليات جراحية لمرضى السرطان مستقبلا، لاسيما مرضى البروستات من كبار السن بمركز مكافحة السرطان الذي يجرى تشييده بولاية الوادي. وأشار نفس المتحدث، أن هناك طاقما طبيا يتكون من كبار أطباء الجراحة السرطانية مستعدون للعمل مجانا، في سبيل رفع الغبن عن مرضى السرطان الذين يعانون في صمت. وأكد دركي أن أطباء آخرين أصدقاء له في الخارج يعملون في كبرى المستشفيات العالمية بعضهم من أبناء الجزائر، وافقوا على مساعدته والعمل إلى جانبه بمركز مكافحة السرطان في حال دخوله الخدمة لاحقا. وأكد نفس الطبيب في مقابلة مع "الشروق" أنه عرض فكرة هذا العمل على مديرية الصحة بولاية الوادي، غير أن هذه الأخيرة لم تبد تحمسها للموضوع ولم ترد بالإيجاب، قائلا هنالك خبرات جمة بودنا أن نضعها في خدمة المريض بالجنوب لكن بعض المسؤولين يعملون على تثبيط هذا العمل، رغم ما له من إيجابيات وتخفيف كبير على مرضى السرطان، موضحا أن مثل هذه العمليات الجراحية المعقدة كسرطان القولون والمعدة والمري والبروستات تحتاج إلى أطباء مؤهلين يتمتعون بخبرة دقيقة. ولم يقلل محدثنا من كفاءة الأطباء الكوبيين في هذا المجال لكن لم يخف مستوى الأطباء الجزائريين الذين هم أفضل من الكوبيين بكثير خاصة السنوات الأخيرة ومن ذوي الكفاءة الدولية في هذا الاختصاص يمكنهم وضع خبراتهم بين يدي أطباء محليين وتكوينهم جيدا ومن ثم المراهنة على رفع التحدي وتطوير واقع الصحة بالجنوب الكبير. وعن إقبال عددا معتبرا من المرضى وذويهم على العلاج بالجارة تونس أردف محدثنا أن العلاج في تونس سياحي فقط تروج له بعض الجمعيات والأشخاص من داخل وخارج الجزائر بمقابل مادي وبعض الامتيازات، بينما العلاج الحقيقي موجود في الجزائر، صحيح يقول ذات المتحدث، أن هناك عدة عراقيل في الجزائر لكن الأطباء في تونس نجحوا في استقطاب المرضى من خلال سرعة الكشف والفحص بمبالغ باهظة، غير أن العلاج يبقى في الجزائر أفضل بكثير، علما أن هناك العشرات من المرضى أجريت لهم عمليات ثانية بعد فشل الأولى في المستشفيات التونسية الخاصة وندموا عن ذهابهم هنالك والدليل موجود. وناشد ذات الطبيب وزير الصحة الجديد بضرورة تكاثف الجهود ومساعدة الأطباء الأكفاء الذين يرغبون في وضع ما لديهم من رصيد معرفي وعلمي لصالح المريض والمنظومة الصحية في الجزائر وتطويرها على غرار دول العالم.