عندما تتوهج الأجسام تحت لفحات درجات الحرارة الملتهبة، تأتي نشوة العوم أو الانجذاب اللاإرادي لأي تجمع مائي، وفي غمرة الشعور بمتعة ذلك يتغلب الجسد على الخوف فيقفز في برودة الماء لتحتويه.. وكم هو مؤلم أن ينتهي الأمر بمأساة.. نعم هي هذه المأساة التي تهدد أبناء الفقراء أو المحرومين في المناطق الداخلية من أحواض سباحة محروسة فيهربون إلى السدود والوديان والبرك، وسط غفلة الأولياء ولا مبالاتهم فتحدث الكارثة! طفل في ولاية الجلفة لم يتعد ال5سنوات، وآخر من الطارف في ال6 سنوات، وطفل في ال9 سنوات من خنشلة غرقوا في برك المياه مع بداية هذه الصائفة، وكثير من المراهقين والأطفال غرقوا في الشواطئ الممنوعة والمسموحة بسبب عدم مبالاة الأولياء، لأنهم لم يجدوا أين يطفئون الحرارة التي لفحت أجسادهم في ظل غياب المسابح وأماكن الترفيه واللعب. 40 ضحية سجلتها مصالح الحماية المدينة منذ 1جوان الماضي إلى غاية أمس، غرقت في البرك والسدود والوديان وحتى الآبار، أغلبهم أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و20 سنة، حيث تم تسجيل حسب المكلف بالإعلام الملازم حكيم عبدة، هذه الحوادث في ولايات داخلية من بينها المدية والبويرة والجلفة، الطارف وخنشلة وسيدي بلعباس. وأكد الملازم حكيم، أن الأطفال والمراهقين غرقوا حتى في الشواطئ المسموحة للسباحة وغير المسموحة وذلك بسبب الهروب من درجات الحرارة والإهمال الواضح من طرف أوليائهم، حيث سجلت مصالحه في نفس الفترة السالفة الذكر 12404تدخل تم إسعاف من خلاله، 7773 شخص عبر شواطئ مخصصة للسباحة وغرق 36 شخصا أغلبهم مراهقون، بينهم 8 ضحايا غرقوا في أوقات خارج الحراسة. وابتلعت مياه الشواطئ الممنوعة من السباحة، 21 ضحية بينهم 6 أشخاص من ولاية مستغانم و3 غرقى من بومرداس و3 آخرين من ولاية سكيكدة. وقد غرقت في ولاية العاصمة وفي شاطئ بزرالدة غير مسموح للسباحة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات.
عائلات تتصل بشبكة ندى لتشكو معاناة أطفالهم من نقص المسابح جموح الرغبة في العوم عند الأطفال خاصة في المدن الداخلية الجزائرية، وضع العائلات بين سندان انعدام المسابح وفضاءات الترفيه، ومطرقة المراقبة المستمرة لمنع أبنائهم من السباحة والعوم في الأحواض المائية غير المحروسة، حيث أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل"ندى"، عبد الرحمان عرعار، أن الشبكة تستقبل خلال هذه الأيام الكثير من المكالمات الهاتفية لعائلات تبحث عن حل لأولادها حتى يجدوا لهم ما يطفئ لهيب ارتفاع درجة الحرارة ونار الحرمان من المتعة والسباحة واللعب والسبب انعدام الفضاءات المخصصة لهم والمسابح. وقال عرعار إن الغريب في الأمر، أن هذه المكالمات لا تقتصر على عائلات من المدن الداخلية، بل شملت حتى الجزائر العاصمة. وتساءل "كيف لأم أو أب أن يتركا طفلهما يسبح وحيدا بعيدا عن أعينهم في شاطئ غير محروس أو بئر أو واد، وبعد ذالك تحدث الكارثة، على الأولياء مراقبة أطفالهم وعدم الثقة الزائدة في الأطفال الذين يبقون أطفالا يستهويهم الاندفاع.