يشتكي المواطنون الراغبون في قضاء بعض الوقت في شواطئ ولاية تيزي وزو هذه الأيام، الزحمة المرورية على طول عشرات الكيلومترات قبل الوصول إلى البحر، بكل من أزفون وتيقزيرت، حيث يقضون ساعات للوصول إلى الشاطئ. عاشت "الشروق" مؤخرا الويلات مع مسافرين من محطة بوخالفة البرية من عاصمة جرجرة إلى بلدية تيقزيرت في وضع النهار، إذ بعدما تجاوزنا بلدية ماكودة بكيلومترات معدودة للوصول إلى المدينة الساحلية تيقزيرت، من هنا بدأ الجحيم وسط ارتفاع مذهل لدرجة الحرارة وصلت إلى 43 درجة اصطفت الحافلة في طابور طوله 5 كلم استغرقت ساعة للوصول إلى الشاطئ، وهو ما أكده أحد المواطنين مقران من مكيرة الذي أشار إلى أن التنقل إلى سواحل الولاية من منتصف بلدياتها الداخلية يستغرق ساعتين إلى ثلاث ساعات من الزمن في مسافة 40 كلم فقط ناهيك عن الارتفاع الجنوني لأسعار النقل، التي ارتفعت مباشرة بعد عيد الفطر الفارط، وسط تذمر واستياء كبير للمواطنين الذين يتردّدون على شواطئ تيقزيرت وأزفون، وذلك في غياب المراقبة الصارمة من قبل مديرية النقل التي تركت الساحة لأصحاب سيارات الأجرة و"الكلونديستان" ينهبون جيوب المواطنين، خاصة الشباب البطّال الذي أفرغت تلك وسائل النقل جيوبهم، بعدما أصبح المواطن مجبرا على تسديد مبلغ 500 دينار ذهابا من تيزي وزو إلى تيقزيرت وهذا للكرسي الواحد، بعدما كان نقلهم لا يكلف سائر أيام السنة الأخرى إلا 200 دج فقط. ووسط جشع الناقلين، راسل المواطنون مديرية النقل وكذا السلطات المحلية للتدخل بعدما وقعوا فريسة بين مخالب مالكي الطاكسيات و"الكلوندستان". ووجه سكان بلديات تيقزيرت وأزفون خاصة العمال الذين يشتغلون بعاصمة الولاية، في تصريح لهم للشروق، نداء إلى السلطات المحلية ومديرية النقل، لوضع حدّ لما وصفوه ب "كابوس أزمة النقل الخانقة" التي حوّلت مؤخرا يومياتهم إلى جحيم، لاسيما مع توافد الآلاف من المصطافين والمغتربين على سواحل تيزي وزو نتيجة عدم توفر النقل، بعدما أصبح "الكلونديستان" هو سيد الموقف وبات المصطافون مضطرين لدفع مبالغ تصل إلى ألف دينار لنيل مقعد للتوجه إلى تيقزيرت بعد الساعة الخامسة مساء، والذي يعد مقصدا لكل المصطافين، وهو ما أثار سخط واستياء السكان والمتضررين الذين طالبوا بتدخل الجهات الوصية.