توصلت التحقيقات التي قامت بها فرقة حماية البيئة للدرك، بالجزائر العاصمة إلى أن عدد من الشواطئ خاصة تلك الواقعة بالجهة الشرقية تشكل خطرا حقيقيا على المصطافين، نتيجة تلوث مياة البحر وتغير لونه، واحتواء رماله على جراثيم مضرة بصحة الإنسان، فيما وجهت إعتذارات للمصانع التي تسببت في الكارثة مع الغلق النهائي في حالة عدم توفرها على محطة التصفية الداخلية. "الشروق" رافقت الدرك، الإثنين، إلى عدد من شواطئ العاصمة، حيث سطرت مخططا استثنائيا لتأمين موسم الاصطياف من خلال تجنيد أزيد من 5 ألاف دركي، عبر 33 شاطئ تابع لاختصاص إقليمه، إلى جانب مواقع الراحة والاستجمام.
الدرك يشدد الخناق على "بلطجية" الشواطئ الساعة كانت تشير إلى الثامنة والنصف صباحا، عندما بدأت جولتنا رفقة الرائد مناد الحاج رئيس قسم الأمن العمومي بالمجموعة الإقليمية لدرك الجزائر، والرائد بيزيو من خلية الاتصال وقائد الكتيبة الإقيليمة لدرك زرالدة الرائد بشير خواني والنقيب حميد مموني قائد فصيلة الأمن والتدخل بزرالدة، إلى جانب الملازم الأول سعاد أونيس من خلية الاتصال بدرك العاصمة ومختلف التشكيلات، حيث كانت محطتنا الأولى شاطئ "بالامبيش"، أين حضرنا عملية توقيفات بالجملة لمستغلي الشواطئ بطريقة غير شرعية، حيث أكد لنا الرائد مناد الحاج، أنه رغم التعليمة الخاصة بمجانية الشواطئ، إلا أن بعض الأطراف تقوم باستغلالها بطريق رهيبة، ما جعل رجال الدرك بالتنسيق مع خفر السواحل يشددون الخناق على هؤلاء من خلال توقيف الأشخاص الذين يستغلون الشواطئ بطريقة غير شرعية وتقديمهم أمام الجهات القضائية المختصة إقليميا، مع حجز عدد كبير من المظلات والكراسي والطاولات.
ضياع 10 أطفال يوميا في الشواطئ وجهتنا الثانية كانت شاطئي خلوفي 1 وخلوفي 2 بزرالدة، أين صادف تواجدنا ضياع عدد من الأطفال الذين تم إرجاعهم من طرف مصالح الدرك، حيث أكد لنا الدركيون المتواجدون في المكان أن الظاهرة منتشرة إذ يتم إرجاع من 8 إلى 10 أطفال يوميا إلى أوليائهم بعد ضياعهم لمدة تفوق 5 ساعات كاملة. وفي السياق أكد قائد الكتيبة الإقيليمية لدرك زرالدة الرائد بشير خواني، تسخير كافة الإمكانيات من أجل تأمين ومراقبة الأماكن التي تعرف توافدا للمواطنين وهذا دون إغفال الأماكن التي يتردد عليها المنحرفون عادة كالشواطئ غير المحروسة، مع السهر على التطبيق الصارم للتنظيمات باستعمال مختلف القوارب البحرية شراعية كانت أو ذات محرك والممنوعة من الاقتراب من أماكن السباحة، كما تم تجنيد وحدات راجلة بالشواطئ وأعوان الغطس لمراقبة حالات الغرق . ومن جهته أكد النقيب حميد مموني قائد فصيلة الأمن والتدخل بزرالدة ل "الشروق"، أن عناصر " ssi" يعملون ليلا ونهارا من أجل التصدي للمجرمين و"بلطجية" الشواطئ وقال أنه تم وضع كل الإمكانات تدريجيا على مستوى جميع الشواطئ ال 33 المسموح السباحة بها بإقليم ولاية الجزائر وكذا محاور الطرقات المعنية مع الإبقاء على الوتيرة العادية لمكافحة كل أشكال الجريمة على مستوى باقي بلديات العاصمة مع التجنيد الدائم لأعوان الدرك لمختلف الوحدات، لاسيما المفرزة الإقليمية لأمن الطرقات والمفرزة الخاصة بالقصر وأعوان الشرطة القضائية وغيرها وذلك لضمان الأمن بالتجمعات الكبرى والشواطئ، كما تم تجنيد أعوان الدرك المصحوبين بالكلاب المدربة على بعض المحاور الطرقية لمكافحة الاتجار وتعاطي المخدرات. ارتسمت، منذ الأيام الأخيرة، بقع ملوثة بالعديد من شواطئ الجهة الشرقية للعاصمة، حيث بدا للعيان لون مخالف لمياه البحر العادي، إذ يميل لونه إلى الاخضرار، ما فرض على المصطافين تجنب السباحة، وانتهت تحقيقات مصالح الدرك، حسب ما كشف عنه المساعد العيد الحاج قائد فرقة حماية البيئة لدرك العاصمة ل "الشروق"، أن مياه البحار ملوثة ورمالها تحتوي جراثيم مضرة بصحة المصطافين، مما أدى إلى غلق عدد من هذه الشواطئ، وموازاة مع ذلك يقول المساعد العيد الحاج، تم توجيه إعذارات إلى عدد من المصانع التي تسببت في تسريب مخلفات بالمنطقة الصناعية للرغاية. ويضيف محدثنا أن اللجنة المكونة من مصالح الدرك، مديريات البيئة، الصناعة، الموارد المائية مع سلطات المقاطعة الإدارية، أمهلت المصانع المتسببة في حرمان آلاف المصطافين من التوجه إلى الشواطئ شهرا واحدا فقط لاقتناء محطات التصفية الداخلية.