كشف الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، أنه سيزور الجزائر قريبًا، نافيًا بذلك بعض الشائعات الإعلاميّة التي روّجت لمنعه من مقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأنه تمّ إبلاغه مؤخرا بقرار للسلطات الرسمية في البلاد، بتعذّر اللقاء مجدّدا بالرئيس بوتفليقة، لاعتبارات تخّص الطرف التونسي، وتحديدا تحرّج الرئيس الباجي قايد السبسي من المقابلات المتكرّرة بين الصديقين. واعتبر الشيخ الغنوشي، الإثنين، في اتصال مع"الشروق" أنّ الترويج لقطع لقاءاته مع الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة "محض اختلاق ودسّ رخيص"، مضيفًا أنّ هذه الأباطيل" لا يصدقها أحد يعرف طبيعة العلاقة العميقة التي تربطني بالأخ الرئيس بوتفليقة ومع عموم المسؤولين الجزائريين، ما أعلمه يقينًا كذلك، أن علاقة الرئيس الباجي مع الرئيس بوتفيلقة متينة وتاريخيّة، وهي فوق هذه الترّهات التافهة". وعن الهدف المبتغى لمثل هذه الشائعات والدوائر التي تقف خلفها، ردّ الشيخ الغنوشي قائلاً "إنها ترمي عبثًا إلى الوقيعة بيننا، وتريد التشويش على العلاقات المميزة بين البلدين". وأكّد الغنوشي أنّه مستمرّ في علاقاته مع الجزائر بما يخدم المصالح المشتركة، مُعلنًا عن زيارة قريبة سيقوم بها إلى "الجارة الكبرى" ريثما تكون الظروف مواتيةً، في انتظار أن ينتهي المسؤولون من إجازاتهم السنويّة، وفيما إذا كان سيلتقي خلالها مرة أخرى الرئيس بوتفليقة مباشرة أم لا، قال المتحدث إنها "ستكون على غرار الزيارات السابقة، حيث التقيت الأخ الرئيس وكذا المسؤولين الجزائريين ولاشيء سيتغيّر". ويأتي تعقيب الشيخ الغنوشي الذي خصّ به "الشروق"، في أعقاب ما نسبه الموقع الإعلامي "أنباء تونس" إلى مصدر دبلوماسي جزائري رفيع المستوى، لم يحدد هويته، زعم أن الجزائر اعتذرت بصفة رسمية عن استقبال زعيم حركة "النهضة"، وأنه في حال زيارته لها فلن يُحظى بعد الآن بلقاء مع الرئيس الجزائري الذي اعتاد الاجتماع به كلما زار الجزائر، مثلما نقله أمس الموقع المذكور. وقال "أنباء تونس" إنّ المصدر الذي إليه، أوعز قرار السلطات الجزائرية غير المعلن و المفاجئ بعدم استقبال الرئيس الجزائري لزعيم "النهضة" التونسية راشد الغنوشي، إلا للضرورة القصوى، إلى التذمر الذي أبداه الرئيس الباجي من تكليف جزائري للغنوشي بلعب دور للوساطة في الملف الليبي، كما أن تسريبات أخرى، أضاف الموقع، أشارت إلى أن الرئيس السبسي يعتقد أن الجزائر تنظر إلى الغنوشي على أنه هو الرئيس الفعلي لتونس و ليس السبسي.