أحدث البرنامج الصيفي المسطر من طرف دار الثقافة بتلمسان، الذي أشرفت عليه وزارة الثقافة ووالي تلمسان منذ الفاتح جويلية وإلى يومنا هذا، ما يشبه زلزالا فنيا، لم يسبق أن عرفته معظم شواطئ الولاية، خاصة أن منشطيه فنانون هواة، من مغنين وفكاهيين، أثبتوا أنهم قادرون على الذهاب بعيدا في مشوارهم الفني إن وجدوا من يساعدهم على ذلك كما هو الشأن مع المغني الشاب سيدو الندرومي والمطربة نسرين القادمة من عمق مدينة البويرة، حيث تم إحياء سهرات فنية، احتضنتها شواطئ بورساي بمرسى بن مهيدي وشاطئ واد سيدي بوعبد الله، حيث فاق عدد الحضور ما يزيد عن 20 ألف مصطاف في مشاهد تعكس مدى تعطش الجزائريين إلى قضاء أوقات ممتعة في أجواء تسودها الأغنية الشبابية، وعرفت حناجر كوكبة من المطربين الشباب كيف تجيش عواطف وأحاسيس المصطافين من العائلات والشباب. وكشف في هذا السياق مدير الثقافة عامر رحو عبد الحق، أن دار الثقافة وفرت جميع الإمكانيات والتجهيزات من أجل إنجاح صيف الجزائر 2017 الذي تضمن برنامجا ثريا، سواء على المستوى المحلي، من خلال إحياء سهرات فنية نشطتها وجوه فنية شبانية، أم تلك السهرات التي أشرفت على تنظيمها وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وكل من الديوان الوطني للثقافة والإعلام والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث تم تنظيم العديد من الحفلات الفنية، احتضنتها مختلف أماكن وفضاءات العرض على مستوى الولاية التي عرفت حضورا مكثفا للعائلات والمصطافين عكست مدى تعلق الأسرة الجزائرية بموروثها الثقافي، أسهمت في الحفاظ عليه بعض الفرق الموسيقية كما هو الشأن مع فرقة الحاجة لالة مغنية. دار الثقافة التي راهنت منذ البداية على وجوه فنية محلية، عرفت كيف تربح الرهان وتنجح في تنظيم هذه الحفلات الفنية التي أسهمت في بعث انتعاشة فنية صيفية، لم تعرفها العديد من الشواطئ منذ سنوات. وكشفت عكس ما كان متوقعا، إقبالا رهيبا من قبل المصطافين، الذين عبروا عن مدى فرحتهم وسعادتهم بمثل هذه السهرات الفنية، التي حضر فيها الغناء والرقص والكوميديا. كما عرف الممثل الفكاهي عبدالقادر مصطفاوي كيف يصنع الابتسامة ويمنح لحظات من الضحك لجمهور تفاعل كثيرا مع أغنيته الساخرة "ميلودة"، وهو نفس الشيء الذي حدث عندما صعد أحد أعضاء فرقة الرسالة من أولاد ميمون، مقدما عرضا فكاهيا، تفاعلت معه العائلات المصطافة، كما عرف الممثل الفكاهي سليم مقراني كيف يدغدغ مشاعر الشباب بمقتطفات ساخرة، أسهمت في بعث انتعاشة فنية لطالما انتظرتها العائلات المصطافة. هذا، ومن المنتظر أن تختتم هذه السهرات بحفل اختتامي سيتم تنظيمه بالحوض الكبير وسط المدينة الذي ستنشطه العديد من الوجوه الفنية، سيكون بمثابة مسك الختام ليصيف الجزائر 2017 بتلمسان.