أعرب أول أمس الشاب أنور في تصريح ل "الشروق" عن أسفه لبعض الممارسات التي لا علاقة لها بالفن، والتي وصلت إلى حد "الركوع"، كما هو الشأن مع المغني الشاب فضيل، عندما انحنى أمام صورة الملك محمد السادس. قال أنور إنّ "الركوع هو لله الخالق الرزاق"، وما عدا ذلك هو "ذل وهوان"، ابن تلمسان، الذي التقياناه على بُعد أمتار فقط من التراب المغربي، أين كان يقضي عطلته الصيفية بشاطئ بورساي، تحدث مطولا عن ظاهرة تجنيس الفنانين الجزائريين، وإن كان قد اعتبر أن كل شخص حرّ في حياته الشخصية واختياراته، من منطلق أن "الفنان لا وطن له، وأنه يبقى سفير للكلمة الطيبة وناطقا رسميا باسم السلام"، إلا أنه استغرب للحملة الإعلامية التي يشنها الإعلام المغربي ضد كل من يخالف توجهات النظام المغربي، وكيف أن الشاب بلال وجد نفسه من "المغضوب عليهم" لا لشيء إلا لأنه رفض الجنسية المغربية، حيث أن النظام المغربي قام بإلغاء جميع السهرات الفنية التي كان من المنتظر أن يحييها خلال هذه الصائفة، مبديا استغرابه للطريقة التي أصبح يتعامل بها المغاربة مع الفنانين الجزائريين. أنور أو فنان العائلة الجزائرية، كما يحلو للكثير من عشاقه تسميته أكد في السياق ذاته على أنه "يعتز ويفتخر لكونه جزائري"، كاشفا في هذا الشأن "أعتز كثيرا كوني جزائري من بلد المليون ونصف مليون شهيد، من بلد شعبه ضحى بالنفس والنفيس من أجل التحرر من العبودية والاستعمار.. من بلد عرف كيف يخرج من محنته بعد عشرية الدم والدمار وينعم بالاستقرار والأمن بفضل سياسة المصالحة التي أقرها رئيس الجمهورية، معتبرا أن الجزائري بطبعه إنسان جُبل على الأنفة قائلا:"الجزائري صاحب نيف يكره الذل". الشاب أنور يحمل تجربة فنية تصل إلى 30 سنة، وسبق له وأن أدى أغانٍ ذات طابع مغربي، حيث يبقى من بين الأسماء الفنية الجزائرية التي ساهمت في المزج بين الطبوع الفنية بطريقة فنية إبداعية بشهادة المغاربة أنفسهم من خلال الأغاني التي أبدعها في طابعها المغربي طيلة 18 سنة كاملة، حيث يبقى من الفنانين القلائل، الذين رفضوا الجنسية الفرنسية أو أي جنسية أخرى في عز سنوات الموت المجاني التي عاشها الشعب الجزائري، ولم يجد غير توجيه رسالة لمن يهمه الأمر قائلا: "لن تجدوا بلدا غير الجزائر تعيشون فيه في عزّ وسلام"، في إشارة، واضحة إلى الشاب فضيل، وكل من يفكر في "الهروب" من خصوصياته الثقافية والتاريخية، ضاربا موعدا يوم الخميس القادم بالمخيم العائلي التابع للمديرية العامة للضمان الاجتماعي والذي لا يبعد سوى بأمتار قليلة عن التراب المغربي، أين سيحيي حفلا فنيا، كشف بشأنه مدير الضمان الاجتماعي بتلمسان الدكتور عاصيمي سيدي محمد أنه يأتي في إطار الترفيه عن العائلات التي تقضي عطلتها الصيفية بشاطئ بورساي، وأن اختيار الفنان الشاب أنور نابع من كون هذا الأخير يبقى أحد الوجوه الفنية التي تتميز بأغانيها النظيفة، ولكونه أيضا يبقى فنان العائلة الجزائرية بامتياز.